أما المناداة بالتساوي:
فقد خدعت به المرأة، لأنه لا يمكن التساوي بين الناس في كل شيء، وإلا لكان الطبيب والممرض والصيدلي في درجة واحدة، والموظفون كلهم رؤساء، ولا فرق بين الرئيس وفراشه أو سائقه.
والذين ينادون بالمساواة بين الرجل والمرأة اندفعوا بدون روية وتأمل ينعقون بما لا يدركون.
وعلى هؤلاء على حد مناداتهم بالمساواة أن يساووا بين الرجل والمرأة في الحمل والولادة والحضانة، أوفي حمل السلاح وخوض المعارك، وفي العواطف، وأن يساووا بين المجد والكسول، وغير ذلك من موانع المساواة الواضحة والتي لا يمكن أن تتم إلا في خيال غير العقلاء.
إن هناك فوارق واضحة جلية بين الرجال والنساء، لا يستطيع أحد إنكارها، فمثلا:
حالة الحيض: تتأثر بها المرأة في قواها الذهنية وتعتبر حالة مرضية عند المرأة، وقد ذكر الدكتور "جب هارد" والدكتور " فيشر" أن المرأة في حالة الحيض تتأثر قواها الذهنية، وفي حالة الحمل يصاب مزاجها بالتلون وعقلها بالشرود، فتختل فيها ملكات التفكير والتأمل.
وحين وضع الكونجرس الأمريكي مشروعا لتعديل الدستور بما يكفل للمرأة المساواة الكاملة مع الرجل قامت بعض المنظمات النسائية بالاعتراض على هذا معللين ذلك بالآتي:
إن مساواة المرأة بالرجل يلزم المرأة بالعمل، فلا تستطيع التفرغ للبيت إن شاءت.
أن مساواة المرأة بالرجل تلغي وجوب النفقة على الرجل، بل تجعل له حقا في النفقة في مالها.
أن مساواة المرأة بالرجل تلغي امتيازات المرأة في السجون.
أن مساواة المرأة بالرجل تستلزم وجوب تجنيد المرأة في الجيش.
ثم لم توافق أغلب الولايات على قانون الكونجرس فتوقف التعديل. ومن العجيب أنه بعد الاعتراضات النسائية:
قضت المحكمة العليا أن من حق الولايات افتتاح معاهد خاصة بالبنات.
قضت المحكمة العليا أن من حق ولاية ميتشجان منع النساء من العمل ساقيات في الحانات. في المجر استقلت البنات عن الأسرة والأطفال بسبب استقلال المرأة في حياتها لعملها واكتفائها بالعلاقات غير الشريفة، فاضطرت الحكومة لمنح أجازة حضانة بمرتب كامل للراغبات في البقاء في البيت (?).
وهذا يدل على مدى التخبط الذي يعيشه الخارجون عن منهج الله تعالى، ومدى ما هم عليه من الإفراط والتفريط، إذ لم يوفقوا إلى السلوك الوسط الذي أراده الله تعالى للحياة البشرية.
ومن العجائب – والعجائب جمة – أن النساء اللاتي لم يجربن الحياة المعيشية والأخلاقية في عالم الإلحاد ينزعن برغبة جامحة إلى نبذ الحياة الإسلامية والدخول في خضم تلك الحياة العاهرة، بينما النساء اللاتي اصطلين بنار الحضارة الإلحادية وجربنها ينزعن بشوق إلى الدخول في الحياة الإسلامية بعد أن سمعن – وإن كان سماعا مشوشا – عن عدل الإسلام وحفاظه على المرأة، أو قرأن قراءة عابرة عن الإسلام ومعاملته الكريمة للمرأة.
استطلعت شبكة "سي إن إن" الأمريكية المشهورة بالتعاون مع صحيفة "يو الإسلام توداي" رأي النساء والرجال في بقاء المرأة في المنزل والرجل خارج المنزل، فأكدت 48% من النساء بقاء المرأة في المنزل وعمل الرجل خارجه، بينما أكد 60% من الرجال خروج المرأة للعمل، وهذا دليل على خداع الرجال للمرأة وعدم الرحمة بها، وأنهم يرغبون في أن تكد وتشقى وتعاني الحياة التعيسة ومصاعبها كما يعانيها هم تماما.