فذكر الله بأسمائه وصفاته، والثناء عليه بها، وتوحيده بها، يولِّد في القلب كمال التعظيم لله، وكمال الحب له، وكمال الذل له.

وذكر آلاء الله وإحسانه يولِّد في القلب كمال الحب لله، وكمال الحمد والشكر للمنعم عز وجل.

وذكر قضاء الله وقدره في كل حال يولِّد في القلب الطمأنينة والسكون لكل ما قضاه الله وقدره.

وذكر دينه وشرعه، وأمره ونهيه، يحمل المسلم على عبادة ربه بما جاء عن الله ورسوله مع كمال الحب والتعظيم.

وذكر ثوابه وعقابه، والجنة والنار، يبعث النفوس لفعل الطاعات، والمسارعة إلى الخيرات، ويزجرها عن المعاصي والمحرمات.

فالذكر الكامل يولِّد الإيمان الكامل، والعمل الكامل، وجزاء ذلك النعيم الكامل كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)} [فُصِّلَت:30 - 32].

· صفة ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -:

أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل هو النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فكان يذكر الله في كل أحيانه، وعلى جميع أحواله، فكلامه كله في ذكر الله وما والاه، وكان أمره ونهيه وتشريعه ذكراً منه لربه سبحانه، وكان إخباره عن

ربه في أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه ذكراً منه لربه، وكان حمده لربه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015