2 - وكل عبد يتقلب بين ثلاثة أمور:

نعم من الله تترادف عليه، فواجبه فيها الحمد والشكر.

وذنوب اقترفها، فواجبه فيها الاستغفار والتوبة.

ومصائب يبتليه الله بها، فواجبه فيها الصبر.

ومن قام بواجب هذه الثلاث فقد أكمل العبودية، وله السعادة في الدنيا والآخرة.

3 - ولله على كل عبد عبوديتان:

عبودية في السراء .. وعبودية في الضراء .. وعبودية فيما يحب .. وعبودية فيما يكره.

وأكثر الناس يعطون العبودية فيما يحبون، والشأن إعطاء العبودية في المكاره.

فالوضوء بالماء البارد في الصيف عبودية، والوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية .. والصبر عن المعاصي عبودية، والصبر على الجوع عبودية، ولكن فرق بين العبوديتين.

فمن كان قائماً لله بالعبوديتين في حال السراء والضراء، وحال المحبوب والمكروه، فهو من عباد الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وليس لعدوه سلطان عليه.

4 - والله عز وجل يريد من الإنسان تكميل محبوباته وهي أوامره سبحانه، والنفس تريد من الإنسان تكميل محبوباتها وهي الشهوات.

والله يريد منا العمل للآخرة، والنفس تريد العمل للدنيا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015