قالت: نعم. فقال: ((أين الله)).فأشارت إلى السماء فقال: ((أعتقها فإنها مؤمنة)) (?) (?).

والمعتزلة تنكر هذا الخبر".

ولفظ الفقه الأبسط بتحقيق الكوثري: "من قال: لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض؟.

فقد كفر؟ وكذا من قال: "إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أو في الأرض؟.والله يدعى من أعلى لا من أسفل ... وعليه ما روى في الحديث ... " (?).

قلت: هاتان الروايتان متفق عليهما بين الماتريدية ولاسيما الكوثري. وهما صريحتان في إثبات الإمام أبي حنيفة لصفة "علو" الله تعالى، وأنه في السماء وأن من أنكر كون الله في السماء، بل من شك في ذلك بل من شك في كون العرش في السماء فقد كفر.

ونص أبي حنيفة هذا ذكره غير الحنفية أيضاً بهذا اللفظ وكذا بألفاظ متقاربة فقد رواه شيخ الإسلام: أبو إسماعيل الهروي: (481هـ) وذكره غيره.

وفي بعض تلك الألفاظ: "من أنكر الله في السماء فقد كفر".

وفي بعضها: "إذا أنكر أنه في السماء أم في الأرض فقد كفر".

وفي لفظ: "من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، لأن الله يقول: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، وعرشه فوق سبع سموات ... ".

قلت: "أي أبو مطيع الحكم بن عبدالله البلخي" (199هـ). فإن قلت: إنه على العرش استوى، ولكنه يقول: "لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال - أي الإمام أبي حنيفة - هو كافر؛ لأنه أنكر أن يكون في السماء، لأنه تعالى في أعلى عليين .... " (?).

قلت: أيها المسلم طالب الحق والإنصاف تدبر نصوص الإمام أبي حنيفة التي أجمع عليها الماتريدية حتى الكوثرية منهم والتي ذكرها غيرهم من أئمة السنة، فتراها كلها صريحة بأن الله فوق العالم، وأنه في السماء على عرشه، وأن من أنكر ذلك أو شك فيه أو شك في كون العرش في السماء فقد كفر.

كما ترى الإمام أبا حنيفة استدل بعلو الله تعالى بحجج ثلاث:

الأولى: الحجة النقلية فذكر آية من كتاب الله تعالى كما ذكر حديث الجارية وهذا دليل على أنه كان يستدل بخبر الواحد في باب العقيدة، وفي ذلك عبرة للماتريدية.

الثانية: الحجة العقلية: وهي قوله: "لأن الأسفل ليس من الربوبية والألوهية في شيء. وهذا يتضمن الفرق بين توحيد الربوبية وبين توحيد الألوهية أيضاً.

الثالثة: الحجة الفطرية: وهي قوله: "والله يدعى من أعلى لا من أسفل".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015