المبحث السابع: إباحيتهم

لم يكتف الأحباش بالفساد في العقيدة بل تعدوا ذلك إلى الفساد في السلوك.

وللأحباش فقه عجيب يدعو إلى التبرج والفجور والمجون. فهم يجيزون الزنا بنساء أهل الكتاب نكاية في دينهن (?).وهم كذلك يقللون من شأن المعاصي مثل لمس المرأة الأجنبية بل ومفاخذتها فيجيزونه بحجة أن ذلك من الصغائر (?). وذلك لترويج مذهبهم بين الشباب المراهق المنحل وأصحاب النفوس المريضة ويفتي الأحباش بجواز الاختلاط بني الرجال والنساء (?). بل يجيزون للمرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة إذا لم ترد فتنة الرجال (?).ويستدل شيخهم على ذلك بحديث ((أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمتر على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)) (?).حيث قال شيخهم (فقوله صلى الله عليه وسلم ((ليجدوا ريحها)) بيان منه أنه لا يحرم على المرأة خروجها متطيبة إلا إذا كان قصدها ذلك) (?). ولو كان عند هذا الرجل مثقال ذرة من فقه لعلم أن اللام في الحديث ليست للتعليل بل للصيرورة والعاقبة كما في قوله تعالى فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ [القصص: 8]، أي ليكون عاقبة أمره – أو ليصير لهم – عدوا وحزنا فهم لم يلتقطوه من أجل أن يكون لهم عدوا وحزنا فهذا لا يقول به عاقل بل التقطوه ليكون قرة عين لامرأة فرعون فمعنى الحديث أن أي امرأة استعطرت ثم خرجت ستكون نتيجة ذلك أن يجد الناس ريحها وهذا التأويل الذي قاله الحبشي إذا لم يدل على الجهل المطبق فإنه يدل على تعمد إفساد نساء المسلمين وذلك لأن الأحاديث الواردة في الترهيب من خروج المرأة كثيرة معلومة كقوله صلى الله عليه وسلم ((أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل)) (?). وقوله ((أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة)) (?) .. ونساء الأحباش في ظل هذا الفقه الأعوج يلبسن الثياب الشفافة الضيقة التي يرى باطن الجسم من ظاهرها بزعم أن الواجب هو ستر البشرة كما أفتى لهم مشايخهم (?). وعندما سئل أحد شيوخهم إن كثيرا من نساء الأحباش يمشين بين الرجال الأجانب بالبنطلون الضيق جدا (الجينز) قال (إننا نجمع بين الموضة والسترة) (?).هذا ما يقوله الأحباش أما محمد صلى الله عليه وسلم فيقول ((صنفان من أهل النار لم أرهما)) وذكر ((نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)) (?). ولعلنا نختم هذا الفصل بفتوى إباحية عجيبة لشيخهم حيث يقول (إن مجامعة الخنثى في نهار رمضان لا تفطر إذا جومع في آلته الزائدة) (?).!!

¤الأحباش لعبد الرحمن بن عبد الله - ص 31

طور بواسطة نورين ميديا © 2015