خامسا: غلوه وتفضيله نفسه على الأنبياء وغيرهم لم يقتصر الميرزا على التنبؤ، بل حمله غروره على أن فضّل نفسه على أكثر الأنبياء والمرسلين، وأنه جُمع فيه ما تفرق في أنبياء كثيرين؛ فما من نبي إلا وقد أخذ منه قسطاً حسب قوله الآتي: (لقد أراد الله أن يتمثل جميع الأنبياء والمرسلين في شخص رجل واحد، وإنني ذلك الرجل) (?). وقوله: (وآتاني ما لم يؤت أحداً من العالمين) (?)، كما فضل نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال متطاولاً:
له خسف القمر المنير وإن لي ... غسا القمران المشرقان أتنكر (?)
فقد حدث كسوف للشمس وخسوف للقمر في رمضان سنة 1312 هـ الموافق سنة 1894م وقد ادعى أنه حدث ذلك الكسوف على يديه ولأجله وأنه معجزة تثبت دعوته أو رسالته فقد جاء في كتاب له: له خسف القمر المنير وأن لي خسف القمران النيران. وقد فسره بعض أتباعه بقوله: والمعنى واضح وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان خسف القمر دليلا عن صدقه فكيف تنكر صدقي وقد خسف لي القمران (?)
¤تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد وتاريخ المذاهب الفقهية لمحمد أبو زهرة - ص 223
وله نصوص كثيرة في تفضيله نفسه على سائر البشر، مع أنه كان في أول أمره يصف نفسه بالمسكين والضعيف، ثم جاء الميرزا بشير الدين محمود خليفته الثاني ليعلن غلوه فيه بقوله: (إن غلام أحمد أفضل من بعض أولي العزم من الرسل) (?).
¤فرق معاصرة لعواجي 2/ 803
وينقل لنا العلامة إحسان إلهي ظهير عن ابنه محمود أحمد قوله في مجلة "الفضل القاديانية"، في 18 يوليو 1931: "قال أبي إنه أفضل من آدم ونوح وعيسى، لأن آدم أخرجه الشيطان من الجنة، وإنه يُدخل بني آدم في الجنة، وعيسى صلبه اليهود، وهو يكسر الصليب، وهو أفضل من نوح، لأن ابنه الكبير حُرم من الهداية، وأما ابنه فدخل في الهداية" (?).ونرى أن الطين يزداد بلة حين يتطاول غلام أحمد على سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فيزعم أن معجزاته أكثر من معجزات رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيفتري الغلام أحمد على الله كذباً حين يقول: "إن النبي، صلى الله عليه وسلم، له ثلاث آلاف معجزة، ولكن معجزاتي زادت على مليون معجزة" (?).
¤ القاديانية للدكتور عامر النجار - ص12