إنهم ما ذكروا الصوم إلا لأنه ذكر في الإسلام للمضاهاة والمحاكاة ولم يستطيعوا أن يذكروا حدوده وقيوده أو تركوا فراغا قصدا لجلب أهل الهوس والشهوات إليهم حيث لم يمنعوا عن أي فسق وفجور ومتعة ولذة فيه.
وأما فرضيته فمثل فرضية الصلاة أيضا فقد عفى عنه المسافر والمريض والحامل المرضع والهرم الكسول.
فعلى من بقى الصوم؟ والناس إما مسافر ومريض وإما كسل وهرم. قال: (ليس على المسافر والمريض والحامل وضع حرج عفا الله عنهم فضلا من عنده إنه لهو العزيز الوهاب). (وعند التكسر والتكاسل لا يجوز الصلاة والصيام وهذا حكم الله من قبل ومن بعد) (?).وقال المازندراني في (الأقدس): (من كان في نفسه ضعف من المرض والهرم عفا الله عنه من عنده إنه لهو الغفور الكريم) (?).وأكثر من ذلك الذي يكون مشتغلا بالأعمال الشديدة والكبيرة عفى عنه الصوم أيضا كما قال في جواب سائل: (الذين يشتغلون بالأمور الهامة والأعمال الشديدة هل عليهم الصوم؟ قال: الصوم عن النفوس المذكورة رفع) (?).وهكذا رفع الصوم إن وقع يوم عيد المولود – للشيرازي والمازندراني – ويوم المبعث – إعلان دعوة محمد الشيرازي ببابيته، كما قال في رسالة (سؤال وجواب): (إن وقع عيد المولود أو المبعث في أيام الصيام فلا صوم يومئذ) (?).
فهذه حقيقة الصوم عند القوم وهذه شريعتهم التي يتباهون بها على الشريعة الإسلامية البيضاء الغراء التي ليلها كنهارها قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الرعد:16].
¤فقه الصوم وفضل رمضان للدكتور سيد بن حسين العفاني- 1/ 93 - 95
رابعا: الحج عند البهائية
فرض على الرجال دون النساء لمن استطاع
¤جامع الفرق والمذاهب الإسلامية لأمير مهنا وعلي خريس- ص 48
يتوجهون فيه إلى عكا مدفن البهاء، وإلى شيراز؛ الدار التي ولد فيها الشيرازي، وإلى الدار التي أقام بها البهاء في العراق في بغداد، ولم يبيّن البهاء متى يتم الحج إلى تلك الأماكن ولا الأعمال التي تجب في هذا الحج، وحديث كعبتهم في بغداد حديث طويل، خلاصته أن هذه الدار الآن لا وجود لها، وقد انتزع أصحابها ملكيتهم لها رغم الجهود المضنية التي بذلها البهائيون لتبقى كعبته لهم.
¤فرق معاصرة لغالب عواجي 2/ 708