ـ نظرية الاستقرار والاستيداع: وهي عقيدة اختص بها الإسماعيلية ويعنون بها أن الإمامة نوعان: إمامة مستقرة وإمامة مستودعة فحينما يتولى الإمامة شخص من آل البيت حسب سلسلتهم لهؤلاء الأئمة يكون مستقرا وهو الذي يملك نقل الإمامة إلى من بعده أما حينما يتولاها الحجة أو أحد الدعاة المقربين من الإمام فإنه يكون إماما مستودعا فتعتبر الإمامة عنده وديعة لا يملك نقلها إلى أحد البتة بل يسلمها إلى صاحبها الأصلي عند زوال أسباب الاستيداع فالإمام المستودع هو ذلك الشخص الذي يتولى الإمامة مؤقتا كأن يكون الإمام المستقر صغيرا لا يستطيع القيام بمهام الإمامة أو يجب أن يكون مستورا لا يظهر إلا للمقربين إليه في بعض الظروف الاستثنائية (?).
¤أصول الإسماعيلية لسليمان بن عبد الله السلومي – 2/ 419
أصل الأئمة
- دعوى ألوهية الأئمةأضاف الإسماعيليون إلى أئمتهم صفات الألوهية وغلوا في ذلك غلوا مخرجا عن ملة الإسلام فمن وصاياهم إلى أتباعهم قول أحد دعاتهم: والعلم بأن الإمام الموجود للأنام لا يخلو منه مكان لأنه إلهي الذات سرمدي الحياة ولو لم يتأنس بالحدود والصفات لما كان للخلق إلى معرفته وصول (?).
.............. وقد أكد داعي دعاة الإسماعيلية على هذه الأوصاف الإلهية في ديوانه فمما مخاطبا أحد الأئمة الإسماعيلية:
فوجهك وجه الإله المنير
ونورك من نوره كالحجاب
يداك يد الله مبسوطتان
وأنت له الجنب غير ارتياب
وإنك برهانه في الأنام
وأنك صمصامه في النصاب
ويقول أيضا:
شهدت بأنك وجه الإله
وجوه الموالي به ناضرة
ويقول أيضا:
الوجه وجه الله والجنب جبنه
من الوحي قد قامت عليه الدلائل
كما يقول أيضا:
قد حله وجه الإله وجنبه ولسان صدق محمد وجنانه (?).
¤أصول الإسماعيلية لسليمان بن عبد الله السلومي – 2/ 422
نورانية الأئمة
من مظاهر الإسماعيليين في أصل الإمامة والأئمة زعمهم بأن تكوينهم الخلقي يختلف عن سائر البشر ولا يقل هذا الزعم خطورة عن سابقه بل إنه يعتبر سلما ودرجة للقول بألوهية الأئمة فزعموا عن الإمام أنه مكون من جزئين جزء لاهوتي وجزء ناسوتي وبعبارة أدق إله في جسم إنسان.
ومما قاله الباطنيون عن ذلك إن محمدا وعليا خلقا من نور واحد ونسبوا إلى علي بن أبي طالب – كذبا وبهتانا - أنه قال أنا ومحمد من نور واحد من نور الله تعالى وأنه قال أيضا نحن نور من نور الله وشيعتنا منا.
وفي شعر المؤيد ما يدل دلالة واضحة على الفكرة يقول عن الأئمة:
من شجر العقل الثمر مجدهم الله
لهم معاني الزبر وفضل آي الزمر
من نور ربي خلقوا طابوا وطاب الخلق
¤أصول الإسماعيلية لسليمان بن عبد الله السلومي – 2/ 427