وهناك مقام (الحيرة) من أعلى المقامات عند النقشبندية وليس بعده إلا مقام اليقين. ومقام الحيرة هذا هو مقام الكفر حيث يرى المريد السالك الأشياء هي الله، وحكى السرهندي عن نفسه أنه وصل إلى مقام الفناء بالله ثم إلى مقام البقاء ثم إلى مقام الحيرة فوجد الله مع كل ذرة من ذرات وجوده.
ويسمي السرهندي مقام الحيرة بالكفر الحقيقي الذي إذا خرج منه عرج إلى مقام أعلى منه وهو مقام الإيمان الحقيقي بعد الكفر الحقيقي.
وهذا المقام وهو الحيرة الكبرى مخصوصة بالأكابر. أضاف قائلا: «ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الكفر الحقيقي فيقول: ((اللهم أعطني يقينا ليس بعده كفر)) (?). فكان يستعيذ من الكفر الحقيقي الذي هو مقام الحيرة» (?).
فهكذا صار عند القوم مرتبة شريفة للكفر عالية جدا تحصل للعابد عندهم بعد حصول الفناء بالله.