المبحث الثالث: التلقي والتعليم

المطلب الأول: مصادر التلقي عند الطريقة

المطلب الأول: مصادر التلقي عند الطريقة مدار الطريقة على حصول المعرفة وترقي المقامات العليا والفناء في ذات الله الذي لا إخلاص يتم بدونه (?). وليس بتعلم العلم. فإن العلم علمان: علم الوراثة وهو علم الظاهر، وهو يحصل لمن جد واجتهد في طلبه. والعلم اللدني. ويسمى علم الباطن ولا ينال إلا بالتقوى وإليه الإشارة بقوله تعالى وَاتَّقُواْ اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ [البقرة: 282]. وهذا العلم اللدني يناله العارف بمحض العناية الإلهية وليس بالتعلم (?). بل إن هذا العلم يتلقاه الولي من الحي القيوم بلا واسطة (?).قال السرهندي كبير النقشبنديين «واعتقدوا الأذواق» (?) أي الكشف وما يميل إليه الهوى. وقال الدوسري على هامش المكتوبات بأن الصوفية «علومهم حاصلة من الحق بلا واسطة ... كما قال بعض العارفين مخاطبا لأهل النظر: أخذتم علمكم ميتا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت» (?).وقد خالفوا بذلك صريح قول النبي ((إنما العلم بالتعلم)) (?). زاعمين أن العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا علاقة له بالتقوى. وإنما التقوى هي هذا العلم الباطن الذي يروج له الباطنيون.

وهذا كله لا يتم عندهم بالتعلم والتعليم. وإنما يحصل بهذه العوامل:

الفيض من أرواح سلسلة رجال الطريقة الأموات.

مقابلة قلب الشيخ للمريد. المحاذاة: أي محاذاة الشيخ حيث يسمع ما يقوله ولو من غير الحضور معه فإنه يسمع كلامه كما حكى ذلك الكوثري عن أحمد الكمشخاتلي صاحب (جامع الأصول) (?).

المنامات والرؤى والأحلام.

¤الطريقة النقشبندية لعبد الرحمن دمشقية - ص33، 34

طور بواسطة نورين ميديا © 2015