المبحث السادس: عمالة التجانية لأعداء الإسلام والمسلمين الذل واضح على أهل البدع عموما وعلى الرافضة والصوفية على وجه الخصوص, وللطرق الصوفية نصيب وافر في محاولة إذلال المسلمين وإذلال أنفسهم, ومن خلال هذه المذلة التي يتمتع بها أهل التصوف, تحولوا إلى عصا في يد المستعمر لا تعصاه, وأداة طيعة لا تقاومه, والكلام في أمر رجال الطرق الصوفية ومناصرتهم في كل زمن لأعداء الدين والمسلمين من المستعمرين في أقطار الأرض عامة, وشمال إفريقيا خاصة مما يحتاج إلى مؤلفات (?) , ونحن: ندرك خطر كثير من رجال الطرق الصوفية على البلاد, فإنهم لا يتقاعسون عن تعاونهم مع الاستعمار إذا ضمنت مصالحهم المادية الخاصة, وهم علاوة على فهمهم فإنهم مستسلمون دائما للعدو, فلا يحركون ساكنا ((?) , وموالاة الصوفية للكفار أكثر من أن تذكر, فهم أدلاء على عورات المسلمين لحساب الكافر المعتدي, وجواسيس لهم, ومودتهم للكافر وموالاتهم ومعونتهم ودعمهم الحسي والمعنوي له لا تخفى على ذي عينين, وقد تكاثر الصوفيون بين يدي المشركين التتار المحتلين لبلاد المسلمين وأعلنوا الارتداد من الإسلام, وقد عللوا فعلهم الخبيث هذا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرهم به لأن المسلمين قد عصوا الله تعالى فلا خير فيهم (((?) , وقد عملت التجانية في خدمة المستعمر الفرنسي, ففي خطاب تلي باسم شيخ الطريقة محمد الكبير في الجزائر سنة 1350هـ, سمى فيه أعداء فرنسا من المجاهدين السنة بالأراذل والأوباش الذين ينكرون الجميل, وقال عن فرنسا: إنها حملت عنا ما يثقل كواهلنا من أعباء الملك والسيادة, وحملت الأمن والثروة والرخاء والسعادة, ثم يفتخر بأن جده قد امتنع أن يقبل ألد أعداء فرنسا, ويعني به كبير المجاهدين في المغرب, ثم عدد أعمال أهل طريقته في سبيل خدمة فرنسا فقال: في سنة 1864م, أعنا فرنسا على احتلال مدينة بسكرة, وفي سنة 1870م, تزوج شيخ الطريقة بنصرانية كا ثوليكية هي مدام أورلي, وكان كما يقول أول مسلم جزائري يتزوج بأجنبية, وقد تزوجها على يد الكاردينال لا فيجري وعلى حسب الطقوس النصرانية, ثم خلفه أخوه عليها بعد وفاته, لهذا لقبت عند التجانيين بزوجة السيدين, وقد منحتها فرنسا وسام الشرف لأنها أدارت الطريقة التجانية كما تحب فرنسا وتهوى, وفي سنة 1894م, كتب شيخ الطريقة رسائل إلى أتباعه بالسمع والطاعة لفرنسا عند احتلال جيوشها لبلادهم, وفي سنة 1906 - 1907م, أقام جاسوس الحاكم الفرنسي للجزائر في زاوية الطريقة لأداء مهمة سياسية, وكتب له شيخ الطريقة رسائل توصية إلى أتباعه ((?) , وفي الحرب العالمية الثانية استنكر شيخ الطريقة التجانية في رسائل لأتباعه حرب الخلافة العثمانية للمستعمر الفرنسي, ودفاعهم عن بلاد المسلمين, وفي سنة 1913م, ساعد مقدم الطريقة في السنغال على احتلال فرنسا لواحة شنقيط بناء على طلب شيخه, وفي سنة 1916م, كتب شيخ الطريقة أكثر من مائة رسالة لأعيان مراكش لمعاونة فرنسا, وفي سنة 1925م, كتب شيخ الطريقة إلى المقاومين للاحتلال الفرنسي في المغرب إلى إلقاء السلاح والخضوع لفرنسا (?)