يعتقد التجانيون أن التجاني خاتم الأولياء، كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء
فقد ذكر مؤلف (رماح حزب الرحيم) من أسباب تسميتهم الطريقة التجانية بالمحمدية: " ... أن الله تعالى لما ختم بمقامه مقامات الأولياء، ولم يجعل فوق مقامه إلا مقامات الأنبياء، وجعله القطب المكتوم، والبرزخ المختوم، والخاتم المحمدي المعلوم .... " (2: 145). - وقال مؤلف (بغية المستفيد): " فقد ثبت عنه من طريق الثقات الأثبات من ملازميه وخاصته، أنه أخبر تصريحاً على الوجه الذي لا يحتمل التأويل أن سيد الوجود أخبره يقظة بأنه هو الخاتم المحمدي المعروف عند جميع الأقطاب والصديقين، وبأن مقامه لا مقام فوقه في بساط المعرفة بالله. . " (ص: 193 - 194). ثم قال بعد ذلك: " .... وبالجملة فقد اجتمع على إثبات هذا المقام لشيخنا رضي الله عنه جميع من لازمه إلى وفاته رضي الله عنه، ولم يختلف منهم اثنان فيه، حتى استفاض ذلك على ألسنة الخاص والعام من الأصحاب والإخوان في سائر البلدان، فلا يلتفت لنفي من نفاه كائناً من كان " (ص 194).
¤التجانية لعلي بن أحمد الدخيل الله
تفضيل التجاني نفسه على جميع الأولياء:
كل شيخ صوفي صاحب طريق يؤثر عنه أنه يفضل نفسه على سائر الأولياء، وذلك حتى يستطيع جلب الناس لطريقته، ويتفانى فيه أتباعه من بعده تعصباً لشيخهم وترويجاً لطريقتهم، والتجاني لعله أكثرهم جرأة في هذا الصدد، فلم يترك فضلاً مزعوماً لأحد قبله إلا نسبه إلى نفسه، فقد ادعى أنه خاتم الأولياء تقليداً لمن سبقه من مشايخ التصوف وادعى لنفسه أنه هو الذي يمد جميع الأولياء بالعلوم والمعارف منذ خلق آدم أي قبل أن يخلقه الله وإلى النفخ في الصور .. فهو الذي تنبع منه المعارف والعلوم والأسرار الإلهية -حسب زعمه- إلى الأولياء السابقين قبل وجوده وإلى جميع الأولياء اللاحقين إلى نهاية العالم.
1 - وقال مؤلف (بغية المستفيد): "قال رضي الله عنه إن الفيوض التي تفيض من ذات سيد الوجود صلى الله عليه وسلم تتلقاها ذوات الأنبياء، وكل ما فاض وبرز من ذوات الأنبياء تتلقاه ذاتي، ومني يتفرق على جميع الخلائق من نشأة العالم إلى النفخ في الصور .. وقال: لا يتلقى ولي فيضاً من الله تعالى إلا بواسطته رضي الله عنه من حيث لا يشعر به، ومدده الخاص به وإنما يتلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم" أ. هـ (بغية المستفيد) (ص225).
2 - وقال مؤلف (الدرة الخريدة): " .. فسيدي أبو الفيض أصل جميع الوسائل المتقدمة والمتأخرة، وشيخ المشايخ، وبرزخ البرازخ، والمنبع الذي تنفجر منه العلوم والفيوض والمعارف والأسرار لجميع الأولياء والأقطاب والعارفين والأحباب .. " أ. هـ (الدرة الخريدة) (1/ 26).
وقال في منية المريد:
لا شك أن شيخنا التجاني ... ممد كل عارف صمداني
يعطي ويمنع ويسلب فمن ... كمثله من الورى في ذا الزمن
(بغية المستفيد) (ص226).