المبحث السادس عشر: نسخ الشريعة ووضع التكاليف

ومن العقائد الشيعية الباطنية المعروفة: نسخ الشريعة، ورفع التكاليف.

أما نسخ شريعة محمد صلوات الله وسلامه عليه فيؤمن به جميع فرق الباطنية ولو أنهم يتظاهرون بإنكاره كما ذكر الغزالي (?).

وكما ورد في أدعية الأيام السبعة للإمام الإسماعيلي المعز لدين الله (?).

وكما قال أبو يعقوب السجستاني: (أما القائم عليه السلام فإنه يرفع الشرائع (?).

وأيضا في الكتب النصيرية والدرزية وغيرها من الفرق الباطنية الأخرى.

وأما رفع التكاليف فيقول الداعي الإسماعيلي طاهر بن إبراهيم الحارثي اليماني: (حجج الليل هم أهل الباطن المحض، المرفوع عنهم في أدوار الستر التكاليف الظاهرة لعلو درجاتهم (?).

وبمثل ذلك نقلوا عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال: (من عرف الباطن فقد سقط عنه عمل الظاهر .... ورفعت عنه الأغلال والأصفاد وإقامة الظاهر (?).

ويشاركهم في ذلك فرق الشيعة الأخرى، مثل المعمرية من الخطابية والجناحية والمنصورية وغيرها من الفرق الشيعية الأخرى (?).

مؤولين قول الله عز وجل: يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ [النساء:28]، وقوله جل وعلا: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة:93].

سالكين في ذلك منهج التأويل الباطني الخبيث، فتركوا الواجبات، وأباحوا المحرمات، وأتوا المنكرات.

والشيعة الأثنا عشرية أيضا، كاذبين على أئمتهم، ومتهمين إياهم بمقولات هم منها براء. كما روى الكليني في كافيّه عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال لشيعته: (إن الرجل منكم لتملأ صحيفته من غير عمل (?).بل (كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة (?).

وذكر ابن بابويه القمي أن علي بن موسى الرضا – الإمام الثامن المعصوم عند الشيعة – قال:

(رفع القلم عن شيعتنا، فقلت: يا سيدي، كيف ذاك؟ قال: لأنهم أخذ عليهم العهد بالتقية في دولة الباطل، يأمن الناس ويخوّفون، ويكفرون فينا ولا نكفر فيهم، ويقتلون بنا ولا نقتل بهم، ما من أحد من شيعتنا ارتكب ذنبا أو خطأ إلا ناله في ذلك غمّ يمحص عنه ذنوبه، ولو أتى بذنوب عدد القطر والمطر، وبعدد الحصى والرمل، وبعدد الشوك والشجر (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015