أنت تقعد مع الفقراء ومعك عشرة دراهم (?).

وذكر الكلاباذي عن أحمد بن السمين أنه قال:

كنت أمشي في طريق مكة، فإذا أنا برجل يصيح: أغثني يا رجل، الله، الله. قلت مالك، مالك؟

خذ مني هذه الدراهم، فإني ما أقدر أن أذكر الله وهي معي، فأخذتها منه فصاح: لبيك اللهم لبيك، وكانت أربعة عشر درهما (?).

وقال سهل بن عبد الله التستري:

اجتمع الخير كله في هذه الأربع خصال، وبها صار الأبدال أبدالا: أخماص البطون، والصمت والخلوة، والسهر (?).

وينقل الهجويري عن أبي بكر الشبلي أن واحدا من علماء الظاهر سأله على سبيل التجربة عن الزكاة قائلا: (ما الذي يجب أن يعطى من الزكاة؟.

قال: حين يكون البخل موجودا ويحصل المال فيجب أن يعطى خمسة دراهم عن كل مائتي درهم، ونصف دينار عن كل عشرين دينارا، هذا في مذهبك. أما في مذهبي فيجب أن لا تملك شيئا حتى تتخلص من مشغلة الزكاة (?).

وقال الهجويري: (السكون إلى مألوفات الطبع يقطع صاحبها عن بلوغ درجات الحقائق (?).

وينقلون عن الرفاعي أحمد بن أحمد بن أبي الحسين صاحب الطريقة الرفاعية أنه كان يقول: (أكره للفقراء دخول الحمام، وأحب لجميع أصحابي الجوع والعري والفقر والذل والمسكنة، وأفرح لهم إذا نزل بهم ذلك) (?).

ونقل أبو المظفر أن أبا بكر الوراق قال: (الزهد مركب من الحروف الثلاثة: الزاء، والهاء، والدال، فالزاي ترك الزينة، والهاء ترك الهوى، والدال ترك الدنيا) (?).ونقل أبو طالب المكي عن سفيان أنه قال: (الصائم إذا اهتم في أول النهار بعشائه كتب عليه خطيئة، وكان سهل (التستري) يقول: إن ذلك ينقص من صومه) (?).

ونقل عن حذيفة المرعشي أنه قال: (منذ أربعين سنة لم أملك إلا قميصا واحدا) (?).وذكر الكلاباذي في تعرفة عن أبي الحسن محمد بن أحمد الفارسي أنه قال: (من أركان التصوف ترك الاكتساب وتحريم الادخار) (?).ونقل نجم الدين الكبري المتوفى 618 هـ: التصوف هو نبذ الدنيا كلها (?).

ويقول الهروي عبد الله الأنصاري المتوفى 481 هـ: (الزهد أصله تعذيب الظاهر بترك الدنيا) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015