كما يرى حسين الحوثي أن الثورة الإيرانية تراجعت عن بعض مسارات التغيير التي رسمها الخميني، ويرى ذلك نقصاً لا ينبغي أن يكون. يقول حسين الحوثي: "وإذاعة طهران قد خففت من منطقها كثيراً عن أسلوب ومنطق الإمام الخميني رحمة الله عليه" (?).ووصل الحال به بأن يرى أن الخميني قد وصل إلى مرتبة الكمال، فيقول عنه: "الإمام الخميني عندما جاء وهو رجل من هذا النوع "يقيم الصلاة"، رجل كماله كمالاً دينياً، كمالاً على وفق هدى الله سبحانه وتعالى، ما الذي حصل في إيران؟، ... ، وتحت قيادة هذا الرجل الديني الذي يفهم الدين أيضاً وليس رجل دين ممن يفهم الدين فهماً قاصراً بعيداً عن الحياة ما الذي عمله خلال سنوات محدودة؟ أربعين ألف كيلو متر من الخطوط في فترة قصيرة مقابل أربعة عشر ألف كيلو في زمن الشاه، وهكذا في بقية الشئون يبني مستشفيات يبني جسوراً يبني المدارس، المزارع، الكهرباء، التلفون، "ثم يواصل فيقول": ونحن نزور في إيران متجهين إلى منطقة في شمال إيران اسمها: "آمل"، ومعنا أشخاص إيرانيين ونحن نرى الكهرباء وكل الخدمات للقرى ألسنا هنا نطالب لمنطقة بأكملها ويعطونا مشروعاً واحداً فقط بعد ست سنين أو سبع سنين من المتابعة؟ " (?).

ومن النص الأخير نلحظ ما يأتي:

أولاً: شدة التأثر بالخميني، وقد لاحظت في جميع ملازم حسين الحوثي التي في يدي لا تخلو ملزمة من ذكر للخميني وتمجيده.

ثانياً: الزيارة لإيران، وطبيعة الزيارة لآمل؛ لأنه ذكرها بلفظ: "نزور"، فلا ندري ما هو المقصود بالزيارة، والذي يغلب على الظن أنها زيارة لأضرحة وممارسة لطقوس دينية رافضية.

ثالثاً: يحاول الحوثي أن يدغدغ مشاعر سامعيه بالحديث على المشاريع، ويدق – كما يقولون – على الوتر الحساس، الذي طالما أرقهم جميعاً، فيتكلم عن الخدمات في إيران والكهرباء والماء والهواتف، حتى يجعل السامع يتمنى أن يكون تحت حكومة إيران، ومن رعاياها.

وقد ذكر أنه أيام الشاه كانت هناك أحياء في قلب طهران ليس فيها أي شيء من الخدمات.

قلت: قد أخبرني من زار إيران بعد الثورة الإسلامية المزعومة، وقال لي: توجد أحياء سنية في طهران على هذه الصفة من عدم توفر أبسط الخدمات، والحقوق التي ينبغي أن يحصل عليها أي مواطن في الدولة المسلمة وإن كان يهودياً أو نصرانياً فضلاً عن أن يكون سنياً!!.أما حسن نصر الله فيرى أنه من هز أمريكا وإسرائيل، فيقول: "هل أحد منكم شاهد السيد حسن نصر الله في التلفزيون وهو يتكلم بملء فيه، وبكل قوة وبعبارات تهز إسرائيل، وليست عبارات واهية كما يتكلم زعماء العرب الآخرين يتكلم كلمتين أو ثلاث وسموه فارس العرب" (?).

¤التشيع في صعدة لعبد الرحمن المجاهد 2/ 115

طور بواسطة نورين ميديا © 2015