"ثقل مقاتلة الكفار وأهل التأويل بعلي بن أبي طالب عليه السلام" (البرهان" في تفسير القرآن 4/ 475)

وعن البرسي وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [الشرح:4] بعلي صهرك، قرأها النبي صلى الله عليه وسلم، وأثبتها ابن مسعود وانتقصها عثمان" (البرهان في تفسير القرآن 4/ 475).

ولأجل ذلك كان رسول الله يدعو الله ويسأله بحرمة علي، كما ينقل البحراني عن السيد رضي من كتابه (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) عن ابن مسعود أنه قال:

((خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدته راكعاً وساجداً وهو يقول: اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين من أمتي)) - ولم يكتفوا بذلك، بل زادوا في غلوائهم حيث قالوا -: إن النبي خلق من نوره السماوات والأرض، وهو أفضل من السماوات والأرض، ولكن علي خلق من نوره العرش والكرسي، وعلي أجل من العرش والكرسي" (البرهان 4/ 226)

فهذا هو نبي في نظرهم، وذاك هو علي أفضل وأعلى من الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وبالغوا فيه عمداً وقصداً لتقليل مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم، وجاوزوا كل الحدود حتى قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم: لما عرج به إلى السماء رأى علياً وأولاده قد وصلوا إليها من قبل، فسلم عليهم وقد فارقهم في الأرض" (تفسير البرهان" 2/ 404 نقلاً عن البرسي).

وروى أيضاً عن الصدوق في أماليه أن رسول الله قال:

((لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي، حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، قال: يا محمد! من تحبه من الخلق؟

قلت: يا رب! علياً، قال: التفت يا محمد! فالتفت عن يساري، فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام" (تفسير البرهان 2/ 404).

وليس هذا، بل وأكثر من ذلك، لما سئل النبي:

((بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ قال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب، حتى قلت: أنت خاطبتني أم علي؟)) (كشف الغمة 1/ 106).

فعلي في كل مقام قبل نبي، فهو قبله في السماء، وقبله عند الرب، وبلغته يخاطبه الله، وبصوته يتكلم، وهو أعلى منه خلقة، وبه رفع ذكره ووضع عنه وزره، وبحرمته أجيبت دعوته، وبقوته وقيت نفسه، وحفظت روحه، وقويت عضده، وقام دينه. وبهذا قال شيعي متحضر معاصر:

بنى الدين فاستقام ولولا

ضرب ماضيه ما استقام البناء" (أصل الشيعة وأصولها لمحمد حسين آل كاشف الغطاء ص68، الطبعة التاسعة).

وقال الآخر: بالشيعة قام الإسلام، وبسيف إمامهم أسس الإسلام وثبتت دعائمه" (أعيان الشيعة) لمحسن الأمين (ج1، القسم الأول ص123).

وقبلهما القمي أهان رسول الله العظيم حيث اختلق هذه القصة الباطلة الموضوعة أن رسول الله:

"كان بمكة، ولم يجسر عليه أحد لموضع أبي طالب، وأغروا به الصبيان، وكان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمونه بالحجارة والتراب، فشكى ذلك إلى علي عليه السلام - فانظر إلى التعبير السيئ والإهانة الصريحة لذلك النبي الأشهم، بطل الأبطال، وفارس الفرسان وقائد الشجعان - فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! إذا خرجت فأخرجني معك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أمير المؤمنين عليه السلام، فتعرض الصبيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كعادتهم، فحمل عليهم أمير المؤمنين عليه السلام، فكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم" (تفسير القمي" 1/ 114).

ويقولون: إنه هو الذي وقى رسول الله يوم الغار" (نور الثقلين" 2/ 219).

فعلي هو هو كل شيء ولم يرسل نبي الله محمد خاتم الأنبياء وسيد الرسل إلا ليدعوا الناس إليه ويحببه إلى الناس، وأما نفسه فليس بشيء مقابل علي - نستغفر الله ونتوب إليه من هذه الإهانات والهفوات - كما رووا عن ابن بابويه القمي وغيره عن جعفر أنه قال:

عرج بالنبي عليه السلام إلى السماء مائة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوحى الله فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالولاية لعلي أكثر ما أوصاه في سائر الفروض" (مقدمة تفسير البرهان" ص22).

وأيضاً "إن جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد! ربك يقرئك السلام ويقول: فرضت الصلاة ووضعتها عن المريض، وفرضت الصوم ووضعته عن المريض والمسافر، وفرضت الحج ووضعته عن المقل المدقع وفرضت الزكاة ووضعتها عمن لا يملك النصاب، وجعلت حب علي بن أبي طالب عليه السلام ليس فيه رخصة" (مقدمة البرهان، نقلاً عن البرقي في محاسنه ص22).

وكذبوا على الله عز وجل أنه قال: علي بن أبي طالب حجتي على خلقي، ونوري في بلادي، وأميني على علمي لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني، ولا أدخل الجنة من أنكره ولو أطاعني" (البرهان" مقدمة ص23).

¤الشيعة وأهل البيت لإحسان إلهي ظهير - ص252

طور بواسطة نورين ميديا © 2015