فإذا بتلك الصفات الحميدة في مكان الذم وكذلك وصف الله نفسه بأن له وجهاً ويدين .. إلخ وسماها هؤلاء تركيباً وتبعيضاً لا يليق بالله تعالى بزعمهم فقالوا: يجب أن ينزه الله عن التركيب والتبعيض ليصلوا إلى نفي صفاته, ووصف الله نفسه بأنه مستوٍ على العرش فسمى هؤلاء هذه الصفة تحيزاً وإثبات جهة محدودة لله تعالى بزعمهم ومن هنا حولوها إلى كلمة (استولى) , ووصف الله نفسه بصفات الأفعال من الكلام والنزول ونحو ذلك ويسمي هؤلاء هذه الصفات أفعالاً لا توجد إلا في المخلوق بزعمهم فقالوا للعامة: يجب أن ننزه الله عن صفات الأفعال التي هي حوادث وسموها أعراضاً والأعراض لا تليق بالله تعالى ومن هنا جاءهم مفهوم الإيمان الحقيقي بالله تعالى وبصفاته كما يزعمون فإذا هو أن ننزه الله تعالى عن التراكيب والتقسيم والأعراض والأغراض والتحيز والجهة وظن الجاهلون أن هؤلاء على شيء وأن ذلك هو ما يقتضيه تنزيه الله ولم يعلموا أن هؤلاء هم من أشد الناس إعراضاً عن الله تعالى وما يليق به ومن أشدهم محادة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولسائر المؤمنين وإتماماً لمحاربتهم أهل السنة وتنفير الناس عنهم رأوا لزاماً أن ذلك لا يتم إلا بإطلاق الألقاب الشنيعة والمنفرة على أهل السنة فكان مثلهم كما قيل قديماً (رمتني بدائها وانسلت) فقد ألقوا بالعيوب التي هم أحق بها ألقوا بها على أهل السنة كذباً منهم وزوراً دون رادع من إيمان أو ضمير لكي ينتقص الناس أهل السنة بينما نجدهم قد تعاظموا أنفسهم واستكبروا ولهذا فقد أطروا أنفسهم بأسماء وبألقاب عديدة وزكوا أنفسهم والله تعالى يقول: فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ [النجم:32] ظناً منهم أن الحق وأهله سيندثرون وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس:82] وما تكفل الله بحفظه فلن يضيع أبداً.

فمن الأسماء والألقاب التي أطلقها عليهم أهل الباطل نبزاً لهم:

1 - المشبهة - النقصانية - المخالفة – الشكاك وتنبزهم بهذه الألقاب, الجهمية لإثباتهم صفات الله تعالى.

2 - الحشوية – النابتة أو النوابت – المجبرة المشبهة وتنبزهم بهذه الألقاب, المعتزلة والزنادقة وسائر أهل الكلام والخوارج.

3 - المجبرة أو الجبرية وتنبزهم بهما القدرية.

4 - الناصبة أو النواصب – العامة – الجمهور – المشبهة – الحشوية وتنبزهم بها الرافضة.

5 - المشبهة – المجسمة – الحشوية – النوابت – الغثاء – الغثراء وتنبزهم بها الأشاعرة والماتريدية.

وبهذا يتضح أن أهل الانحراف قد يتفقون وقد يختلفون في إطلاق بعض الألقاب الباطلة على أهل السنة والهدف بينهم مشترك:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015