نعم والله.. فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات، ثم قال أبو الدرداء: ارتقبهم واصطبر كما قيل لأصحاب الناقة، اللهم إن كذبوا أبا ذر فإنّى لا أكذبه، اللهم وإن اتهموه فإنى لا أتهمه، اللهم وإن استغشوه فإنى لا أستغشه، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا، ويسرّ إليه حين لا يسر إلى أحد. أما الذى نفس أبى الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يمينى ما أبغضته بعد الذى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء من ذى لهجة أصدق من أبى ذر» (?) .
[199] عن عائشة رضى الله عنها: أتى رجل النبىّ صلّى الله عليه وسلم فى المسجد فقال: احترقت. قال: «مم ذاك؟» قال: وقعت بامرأتى فى رمضان. قال له: «تصدق» قال: ما عندى شىء.. فجلس وأتاه إنسان يسوق حمارا ومعه طعام إلى النبى صلّى الله عليه وسلم، فقال: «أين المحترق؟» فقال:
ها أنا ذا.. قال: «خذ هذا فتصدّق به» قال: على أحوج منى؟! ما لأهلى طعام!! قال: «فكلوه» (?) .
[200] عن جابر بن عبد الله- رضى الله عنه- قال: «نهى النبىّ صلّى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر ورخّص فى لحوم الخيل» (?) .
[201] عن أنس بن مالك- رضى الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم جاءه جاء، فقال: أكلت الحمر، ثمّ جاءه جاء فقال: أكلت الحمر، ثم جاءه جاء فقال أفنيت (?) الحمر، فأمر مناديا، فنادى فى النّاس: «إنّ الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهليّة فإنّها رجس فأكفئت