اسْمَعْ نَفَائِسَ مَا يَأْتِيكَ مِنْ حِكَمِي * وَافْهَمْهُ فَهْمَ لَبِيبٍ نَاقِدٍ وَاعِ

كَانَتْ عَلَى زَعْمِهِمْ فِيمَا مَضَى غَنَمٌ * بِأَرْضِ بَغْدَادَ يَرْعَى جَمْعَها رَاعِ

قَدْ نَامَ عَنهَا فَنَامَتْ غَيرَ وَاحِدَةٍ * لَمْ يَدْعُهَا في الدَّيَاجِي لِلْكَرَى دَاعِ

فَبَيْنَمَا هِيَ وَسْطَ اللَّيْلِ سَاهِرَةً * تُحْيِيهِ مَا بَينَ آهَاتٍ وَأَوْجَاعِ

بَدَا لهَا الذِّئْبُ يَسْعَى في الظَّلاَمِ عَلَى * بُعْدٍ فَصَاحَتْ أَلاَ قُومُواْ إِلى السَّاعِي

فَقَامَ رَاعِي الحِمَى المَرْعِيِّ في لَهَفٍ * يَقُولُ أَيْنَ كِلاَبي أَيْنَ مِقْلاَعِي

وَضَاقَ بِالذِّئْبِ وَجْهُ الأَرْضِ مِنْ فَزَعٍ * فَانْسَابَ فِيهِ انْسِيَابَ الظَّبيِ في الْقَاعِ

فَقَالَتِ الأُمُّ إِن عَينُ الرُّعَاةُ غَفَتْ * سَهِرْتُ مِن حُبِّ أَطْفَالي عَلَى الرَّاعِي

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015