اسْمَعْ نَفَائِسَ مَا يَأْتِيكَ مِنْ حِكَمِي * وَافْهَمْهُ فَهْمَ لَبِيبٍ نَاقِدٍ وَاعِ
كَانَتْ عَلَى زَعْمِهِمْ فِيمَا مَضَى غَنَمٌ * بِأَرْضِ بَغْدَادَ يَرْعَى جَمْعَها رَاعِ
قَدْ نَامَ عَنهَا فَنَامَتْ غَيرَ وَاحِدَةٍ * لَمْ يَدْعُهَا في الدَّيَاجِي لِلْكَرَى دَاعِ
فَبَيْنَمَا هِيَ وَسْطَ اللَّيْلِ سَاهِرَةً * تُحْيِيهِ مَا بَينَ آهَاتٍ وَأَوْجَاعِ
بَدَا لهَا الذِّئْبُ يَسْعَى في الظَّلاَمِ عَلَى * بُعْدٍ فَصَاحَتْ أَلاَ قُومُواْ إِلى السَّاعِي
فَقَامَ رَاعِي الحِمَى المَرْعِيِّ في لَهَفٍ * يَقُولُ أَيْنَ كِلاَبي أَيْنَ مِقْلاَعِي
وَضَاقَ بِالذِّئْبِ وَجْهُ الأَرْضِ مِنْ فَزَعٍ * فَانْسَابَ فِيهِ انْسِيَابَ الظَّبيِ في الْقَاعِ
فَقَالَتِ الأُمُّ إِن عَينُ الرُّعَاةُ غَفَتْ * سَهِرْتُ مِن حُبِّ أَطْفَالي عَلَى الرَّاعِي
{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}