أميرُ المؤمنين لِغَضَبِ ابْنِه؛ فأَمْسَكَ بسَعِيدٍ وألقاهُ في غَيَابَةِ السِّجن، سَمِعَ بِالحَادِثَةِ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزِيزْ ـ وَكَانَ وَقتَئِذٍ وَالِيَاً عَلَى المَدِينَة ـ فرَكِبَ إِلى عَبْدِ المَلِكِ وهَدَّدَهُ بترك ولاَيةِ المدينة إنْ لَمْ يخرج سعيداً مِنَ السِّجن، وَلَمْ يَبْرَحِ الأرْضَ حَتىَّ أَخَذّ مِنهُ مَرْسُومَاً بذلِك، وبينما عُمَرُ في طريقه إِلى السِّجْنِ كان سعيدٌ يلفظ أنفاسَهُ الأخيرة، نعَمْ مَاتَ وَلكنَّهُ مَاتَ رَجُلاً، وَلاَ عَاشَ مَن عَاشَ كَلبَاً، وَلاَ مَاتَ مَنْ مَاتَ أَسَدَاً 00!!
لئِنْ كانَ لَمْ يُعْطَ الخُلودَ فإنهُ بسِيرَتِهِ الغرَّاءِ في النَاسِ خَالِدُ
وَيَقولُ هَذا الغُلاَمُ الَّذِي تَزَوَّجَهَا فوَجَدْتهَا أَعْلَمَ بالفِقهِ مِنْ سَعِيد 00!!