يَغْلِبُ بِالمَكَانِ لاَ الإِمْكَانِ
دَاخَلَهُ الظَّنُّ بِأَنَّ المَاكِرَا
أَمْسَى مِنَ الضَّعْفِ يُطِيقُ السَّاخِرَا
فَجَاءهُ يَلْعَنُ مِثْلَ الأَوَّلِ
عِدَادَ مَا في الأَرْضِ مِنْ مُغَفَّلِ
فَعَصَفَ الثَّعْلَبُ بِالضَّعِيفِ
عَصْفَ أَخِيهِ الذِّيبِ بِالخَرُوفِ
وَقَالَ لي في دَمِكَ المَسْفُوكِ
تَسْلِيَةٌ عَن خَيْبَتي في الدِّيكِ
فَالْتَفَتَ الدِّيكُ إِلى الذَّبِيحِ
وَقَالَ قَوْلَ الْعَارِفِ الْفَصِيحِ
مَا كُلُّنَا يَنْفَعُهُ لِسَانُهْ
في النَّاسِ مَنْ يُنْطِقُهُ مَكَانُهْ
{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}
الأَحْمَقُ عِنْدَمَا يُصْبِحُ حَكَمَاً
تَنَازَعَ الْغَزَالُ وَالخَرُوفُ
وَقَالَ كُلٌّ إِنَّهُ ظَرِيفُ
فَأَبْصَرَا التَّيْسَ فَظَنَّا أَنَّهُ
أَعْطَاهُ عَقْلاً مَن أَطَالَ ذِقْنَهُ
فَكَلَّفَاهُ أَنْ يَبْحَثَ في الْفَلاَ