مِصْرُ وَالسُّودَانُ مِن عَهْدٍ بَعِيدْ
إِخْوَةٌ في الدِّينِ وَالنِّيلِ المجِيدْ
لَهُمَا مجْدٌ عَلَى الدَّهْرِ تَلِيدْ
خَالِدُ العِزَّةِ مَوْفُورُ الإِبَاءْ
سَنَخُوضُ الهَوْلَ بحْرَاً مِنْ دِمَاءْ
فَحَيَاةُ الذُّلِّ وَالمَوْتُ سَوَاءْ
{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}
الثَّوْرُ الطَّيِّبُ وَالثَّعْلَبُ المَاكِر
نَظَرَ اللَّيْثُ إِلى ثَوْرٍ سَمِينْ
كَانَ بِالْقُرْبِ عَلَى حَقْلٍ أَمِينْ
فَاشْتَهَتْ مِنْ لحْمِهِ نَفْسُ الرَّئِيسْ
وَكَذَا الأَنْفُسُ يُصْبِيهَا النَّفِيسْ
قَالَ لِلثَّعْلَبِ يَا ذَا الاِحْتِيَالْ
رَأْسُكَ المحْتَالُ أَوْ ذَاكَ الْغَزَالْ
فَدَعَا لِلَّيْثِ بِالْعُمْرِ الطَّوِيلْ
وَمَضَى في الحَالِ لِلأَمْرِ الجَلِيلْ
وَأَتَى الحَقْلَ وَقَدْ جَنَّ الظَّلاَمْ
فَرَأَى الْعِجْلَ فَأَهْدَاهُ السَّلاَمْ
قَائِلاً يَا أَيُّهَا المَوْلى الْوَزِيرْ