قَال: إِنَّ أَخَاً لي قَتَلَ عَلِيَّاً في هَذِهِ اللَّيْلَة؛ قَالَ ـ أَيْ مُعَاوِيَة: فَلَعَلَّهُ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْه؛ قَالَ بَلَى؛ إِنَّ عَلِيَّاً يخْرُجُ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ يحْرُسُه؛ فَأَمَرَ بِهِ مُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقُتِل، فَبَعَثَ إِلى السَّاعِدِيِّ وَكَانَ طَبِيبَاً، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَال: إِنَّ ضَرْبَتَكَ مَسْمُومَة؛ فَاخْتَرْ مِنيِّ إِحْدَى خَصْلَتَين: إِمَّا أَن أَحْمِيَ حَدِيدَةً فَأَضَعَهَا مَوْضِعَ السَّيْف، وَإِمَّا أَسْقِيَكَ شَرْبَةً تَقْطَعُ مِنْكَ الْوَلَدَ وَتَبرَأُ مِنهَا؛ فَإِنَّ ضَرْبَتَكَ مَسْمُومَة؛ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: أَمَّا النَّارُ فَلاَ صَبرَ لي عَلَيْهَا، وَأَمَّا انْقِطَاعُ الْوَلَد؛ فَإِنَّ في يَزِيدَ وَعَبْدِ اللهِ وَوَلَدِهِمَا مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْني؛ فَسَقَاهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الشَّرْبَةَ