قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - «لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها».
[قال الإمام]: حديث صحيح.
[وعلق على قوله: «لا تصلوا إليها» قائلاً]:
أي مستقبلين إليها. لما فيه من التعظيم البالغ؛ لأنه من مرتبة المعبود, فجمع بين النهي عن الاستخفاف بالتعظيم, والتعظيم البليغ. كذا في «الفيض» للمناوي.
ثم قال في موضع آخر: فإن ذلك مكروه فإن قصد إنسان التبرك في الصلاة في تلك البقعة؛ فقد ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله, والمراد كراهة التنزيه.
قال النووي:
كذا قال أصحابنا. ولو قيل بتحريمه-لظاهره-لم يبعد, ويؤخذ من الحديث النهي عن الصلاة في المقبرة؛ فهي مكروهة كراهة تحريم. اهـ.
وفي «الأم» (1/ 246):
وأكره أن يبنى على القبر مسجد, وأن يُسَوَّى, أو يصلى عليه وهو غير مسوى, أو يصلى إليه. قال:
وإن صلى إليه؛ أجزأه, وقد أساء, أخبرنا مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:
«قاتل الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد».
قال:
وأكره هذا للسُّنة والآثار, وأنه كره-والله تعالى أعلم- أن يعظم أحد من