عن ... علي بن أبي طالب ... قال: " أُكْثِرَ على مارية أم إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في قبطي - ابن عم لها - كان يزورها ويختلف إليها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لي: «خذ هذا السيف فانطلق إليه، فإن وجدته عندها فاقتله». فقلت: يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضى لما أرسلتني به، أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: ... [الشاهد يرى ما لا يرى الغائب]، فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها فاخترطت السيف، فلما أقبلت نحوه عرف أني أريده، فأتى نخلة فرقى فيها، ثم رمى بنفسه على قفاه، وشفر برجليه، فإذا هو أجب أمسح، ما له ما للرجال قليل ولا أكثر، فأغمدت سيفي، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخبرته، فقال: الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت».
[قال الإمام]:
قلت: والحديث نص صريح في أن أهل البيت رضي الله عنهم يجوز فيهم ما يجوز في غيرهم من المعاصي إلا من عصم الله تعالى، فهو كقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - لعائشة في قصة الإفك: «يا عائشة! فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ... » أخرجه مسلم.
ففيهما رد قاطع على من ابتدع القول بعصمة زوجاته - صلى الله عليه وآله وسلم - محتجّاً بمثل قوله تعالى فيهن: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} جاهلاً أو متجاهلاً أن الإرادة في الآية ليست الإرادة الكونية التي تستلزم وقوع المراد وإنما هي الإرادة الشرعية المتضمنة للمحبة والرضا وإلا لكانت الآية حجة للشيعة في استدلالهم بها على عصمة أئمة أهل البيت وعلى رأسهم علي رضي الله عنه، وهذا مما غفل عنه ذلك المبتدع مع أنه يدعي أنه سلفي!