"لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام".
قلت: وقال الهيثمي (10/ 386 - 387) بعد ما عزاه للطبراني: " وهو مجمع على ضعفه".
قلت: وقد اتهمه غير واحد بالكذب والوضع كما تقدم غير ما مرة، وقال ابن حبان في " الضعفاء والمتروكين ": " يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها ".
قلت: وفي هذا الحديث ما يؤكد ما اتهموه به أعظمها قوله في
إبليس: «كان من الملائكة» وهذا خلاف القرآن: و {كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}. ثم إن الملائكة خلقت من نور كما في "صحيح مسلم"، وهو مخرج في "الصحيحة" (458)، وأما إبليس فخلق من نار كما في القرآن والحديث.
ونحوه قوله: " ما ابتلي به هاروت وماروت، فإنه يشير إلى ما يروى من قصتهما مع الزهرة ومراودتهما إياها وشربهما الخمر وقتلهما الصبي، وهي قصة باطلة مخالفة للقرآن أيضا كما سبق بيانه في المجلد الأول برقم (170).
ولا يفوتني التنبيه أن قوله: " لو تعلمون ... " إلى قوله: " تجأرون إلى الله عز وجل " قد جاء طرفه الأول في " الصحيحين "، والباقي عند الحاكم وغيره، فانظر الحديث الآتي إن شاء الله برقم (4354).
وتخريج " فقه السيرة " (ص479).
"الضعيفة" (3/ 472 - 475).