المعاصرين اليوم تبعا لبعض أهل الكلام أو علماء الكلام: إن الله في كل مكان، هل نجد هذه الكلمة، هذه الجملة، هذه العقيدة في كلمات السلف الصالح؟
حاشا الله، وإنما في كلمات السلف الصالح ما يتجاوب مع الآيات والأحاديث التي نثبت لله عز وجل صفة العلو على المخلوقات كلها.
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (الأعراف:54)، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر:10)، {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} (المعارج:4).
«ارحموا من في الأرض يرحكم من في السماء»، {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ} (الملك:16)، آيات وأحاديث كثيرة فضلا عن أقوال السلف الصالح التي تجمع كلها على إنكار هذه الضلالة: إن الله عز وجل في كل مكان، وإثبات أن الله عز وجل ليس له مكان، وإنما هو كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5)، وفسروا استوى بمعنى: استعلى، أما أولئك الذين جعلوا الله في كل مكان فتأولوا الآية وعطلوها خلاف المنهج في تفسير القرآن الذي ذكرته لكم آنفا، حيث قالوا استوى: أي استولى.
هذا مع أنه تفسير خلفي ليس له أصل في أي كلمة من كلمات السلف الصالح، فبالإضافة إلى ذلك هو مخالف لتفسير السلف الصالح فهذه الآية {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5).
أي: استعلى، هكذا فسره السلف، وجملة الإمام مالك رحمه الله إمام دار الهجرة حينما جاءه ذاك السائل يقول له: يا مالك، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5) كيف استوى؟
قال: الاستواء معلوم أي وهو العلو والارتفاع، والكيف أي الذي أنت تسال