انحرفوا في السلوك وهذا شيء كثير، انحرفوا في العبادة وهذا كثير، انحرفوا في العقيدة وهذا أيضاً كذلك، ولذلك الأمر كما قيل العلم إن طلبته كثير، والعمر عن تحصيله قصير، فقدم الأهم منه فالأهم.
"الهدى والنور" (660/ 34: 33: 00)
[788] باب هل ينبغي على الدعاة أن يتجنبوا الكلام
على الأسماء والصفات أمام العامة؟
السؤال: جزاكم الله خيراً. بمناسبة ذكر الأسماء والصفات يقول بعض الناس: بأنه يجب على الدعاة إلى الله ألا يتحدثوا في هذا الباب أمام عامة الناس وغوغائِهم؛ لأن الخوض في هذا يؤدي إلى وقوع الشك في نفوسهم، فما هو مدى صحة هذا الكلام؟
الشيخ: نعم. أولاً: نقول لهؤلاء: تحدثوا أنتم أمام العامة بخير من هذا الكلام، تحدثوا أنتم بخير من هذا الكلام، فإذا كان لا يعجبكم هذا الكلام فواجبكم أن تتحدثوا بما يعجبكم من غير هذا الكلام، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فستسمعون ما لا يرضيكم، وهذا الذي لا يرضيكم المهم أنه يرضي ربكم، وهذا هو الذي وصلنا من علم السلف وندين الله به، والعامة - كما قلنا لكم آنفاً - هم على الفطرة، إذا قيل لهم: لا فوق، لا تحت استنكرته قلوبهم، لكن إذا قيل لهم: الله فوق المخلوقات كلها وليس فوقه أي مخلوق فهذا هو الذي يلتقي مع الفطر السلمية {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} (الروم:30) نعم.
"الهدى والنور" (314/ 00:14:08).