سؤال: شيخ! ما أدري كأني سمعت أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول ببدعية تقسيم الدين إلى أصول وفروع، وإن هذا يعني: الشق الأول .. هل هذا صحيح ما ينقل عن شيخ الإسلام؟ الشق الثاني: كيف تكون ثمرة الخلاف، أو كيف نفرق بين من يستهين في أمر اعتقادي ومن يستهين في مسألة فقهية معينة، هل يستوي هذا مع ذاك؟ أحسن الله إليك.
الشيخ: ... هذا هي ثمرة عدم التفريق! والذي نقلته عن ابن تيمية صحيح النقل عنه، وهو صحيح من حيث الحق ومفارقته للصواب، والثمرة هو ما ذكرته آنفًا، فهذا أمر واضح جدًا، فإن تقسيم الدين إلى أصول وفروع يعني خلاف الثمرة التي ذكرتها أنت آنفًا، فبعض الأحكام الشرعية التي ليس لها علاقة بالأصول أي: بالعقيدة لو استحلها الإنسان فلا فرق بينه وبين من استهان بالشيء من العقيدة، اسمع قوله عليه الصلاة والسلام: «ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرا والحرير والخمر والمعازف يمسون في لهو ولعب ويصبحون قد مسخوا قردة وخنازير» فالآن قوله عليه الصلاة والسلام: «يستحلون الحرا» أي: الفرج، أي: الزنا، والحرير يعني: حرير الحيوان، والخمر معروف، والمعازف وهي آلات الطرب، يمسون في لهو ولعب ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير، يستحلون الآن يمكن التفسير لاستحلال معنيين:
المعنى الأول: استحلال القلبي.
والمعنى الآخر: الاستحلال العملي