" قال: يا رسول الله! إن الناس قد طمعوا وخبثوا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - (يعني لجابر): اقعد ". أخرجه ابن حبان (رقم 7) بإسناد صحيح من حديث جابر. وفي الباب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو الآتي بعده، وفيه:

" قلت: أفلا أبشرهم يا رسول الله؟ قال: دعهم يعملوا ". وقد أخرجه البخاري (1/ 199 - فتح) ومسلم (1/ 45) وغيرهما من حديث أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومعاذ رديفه على الرحل قال: يا معاذ ... " الحديث وفيه:

«أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا» وأخبر بها معاذ عند موته تأثما». وأخرجه أحمد (5/ 228 و229 و230 و232 و236) من طرق عن معاذ قال في أحدها: " أخبركم بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يمنعني أن أحدثكموه إلا أن تتكلوا، سمعته يقول: «من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه، أو يقينا من قلبه لم يدخل النار، أو دخل الجنة» وقال مرة: «دخل الجنة ولم تمسه النار». وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد ترجم البخاري رحمه الله لحديث معاذ بقوله: " باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا، وقال علي: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله".

ثم ساق إسناده بذلك وزاد آدم بن أبي إياس في " كتاب العلم " له: " ودعوا ما ينكرون " أي ما يشتبه عليهم فهمه. ومثله قول ابن مسعود: " ما أنت بمحدث قوما حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ". رواه مسلم (1/ 9).

قال الحافظ: " وممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان, ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب, ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم عنه في الجرابين وأن المراد ما يقع من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015