وعليه؛ فما على الباحث الذي يريد تحرير قول الإمام في مسألةٍ ما إلا الرجوع إلى الموضوع المطلوب ليجد كل ما وقفتُ عليه من كلام الإمام في هذه المسألة أمام عينيه فيأخذ ما شاء لِمَا شاء.
وهذه نتيجة طبيعية لعدم اجتماع تراث العلامة الألباني حول الموضوع المعين في موضِعٍ واحد، فإن العمود الفقري أو رأس مال الباحث الذي يكتب في منهج إمام من الأئمة هو كمية المعلومات التي اجتمعت عنده في موضوع بحثه، فالذي يكتب في منهج العلامة الألباني في العقيدة مثلاً عليه أن يجمع كل ما يقف عليه من كلام العلامة الألباني في العقيدة ليبني دراسته على صورةٍ مكتملةٍ -أو شبه مكتملة- من تراث الألباني العَقَدي، وأيُّ نقص أو خلل في ذلك كفيل بأن يخرج الدراسة ضعيفةً وغيرَ مقنعة للقارئ في آنٍ واحد، مما أدى بكثير من الباحثين إلى العزوف عن عقد الدراسات حول العلامة الألباني وتراثه، وهذا - في نظري- من أهم الأسباب التي أدت إلى قلة الدراسات التي كُتبت حول العلامة الألباني مع مرور أكثر من عشر سنوات على وفاته إلى الآن.
فمع أن أكثر الباحثين قد عزفوا عن الكتابة حول العلامة الألباني ومنهجه لما تقدم، إلا أن بعض الباحثين - جزاهم الله خيراً - قد تجشَّم هذا الأمر، إلا أن العَوَز الذي سببه عدم اجتماع تراث العلامة الألباني في المسائل المبحوثة كما تقدم أدى ببعض الباحثين إلى الخروج عن المنهجية الصحيحة لكتابةِ دراسةٍ قويمةٍ حول الموضوع المبحوث.