الضعيفة، حتى أوهموا كثيراً من الناس أن القرآن لا تنزل آياته إلا لأجل حوادث. والقرآن الكريم عنده "أتى للإصلاح والهداية ... " (?).

ونموذج ذلك: ما ذكره بصدد تفسير قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البقرة: 189].

"لما ذكر في الآية السابقة أن الأهلة مواقيت للحج، صح أن يوصل ذلك بإنكار عادة جرى عليها الأنصار في حجهم، فقال تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا]، هذه العادة -كما روي في سبب نزول الآية-: أن الأنصار كانوا إذا أحرم الرجل منهم في الجاهلية، لم يدخل بيتاً من بابه، بل كان يدخل من نَقْب من ظهره، أو يتخذ سُلَّماً يصعد فيه، فقيل لهم: ليس البر بتحرجكم من إتيان المنازل من أبوابها" (?).

* تفسير القرآن باعتماد القراءات:

اهتم الخضر حسين في تفسيره بالقراءات، واعتمدها في بيان معاني القرآن الكريم، وترجيح بعض المعاني على بعض، ومن نماذج ذلك: ما قاله في معرض تفسيره لقوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4].

يقول: "المالك: وصف من المِلْك -بكسر الميم-. والدين: الجزاء؛ أي: إنه تعالى يتصرف في أمور الدين تصرفَ المالك فيما يملك؛ كما قال تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار: 19]. وقُرئ: {ملك يوم الدين} من المُلك -بضم الميم-، ومعناه: المدبّر لأمور يوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015