وبالجملة: فقد لقيت منهم أخلاقاً حسنة، وآداباً مؤنسة، وفيما بلغني أنهم راضون عن سيرتنا، ومعجبون بمسالكنا في التعليم.
كما أن للتلاميذ أدباً كامل معنا، وعواطف زائدة، ولاسيما نجباؤهم، وكثيراً ما أحادثهم بالحالة العلمية في تونس، وأحاضرهم بشؤون جامع الزيتونة. . . وعلمائه، فأصبحوا يجلّون التونسيين، ويدركون شيئاً من مقدراتهم العلمية".
إن عبارات الخطاب تشير إلى اهتمام الإمام محمد الخضر حسين ببلده تونس، والحرص على التعريف بها، وعن مكانتها العلمية.
عقد الشيخ الخضر صداقات مع كبار العلماء والمفكرين بدمشق، ومنهم: محمد كرد علي رئيس (المجمع العلمي العربى بدمشق)، وخير الدين الزركلي صاحب كتاب "الأعلام"، وعلامة الشام محمد بهجة البيطار، وشاعر الشام الأستاذ خليل مردم بك، وغيرهم الكثير.
وأصبح عضواً عاملاً في (المجمع العلمي العربي بدمشق) بجلسته الأولى في 30/ 7/ 1919 م.
وعندما عزم الإمام على الارتحال من دمشق، كتب له الشاعر الأستاذ خليل مردم بك وزيرُ خارجية سورية، ورئيس (المجمع العلمي العربي) في ذلك العهذ كتاباً رقيقاً، قال فيه: "سيدي! إن من خير ما أثبته في سجل حياتي، وأشكر الله عليه، معرفتي إلى الأستاذ الجليل السيد محمد الخضر التونسي.
فقد صحبتُ الأستاذ عدة سنين، رأيته فيها الإنسان الكامل الذي لا تغيره الأحداث والطوارئ، فما زلت أغبط نفسي على ظَفَرها بهذا الكنز