لاذَ بالتجْنيسِ والقَوْمُ أَبَوْا ... خَوْفَ أنْ يَصْلَوْا بهِ النَّارَ الحِراقا (?)
وبَنو المغربِ عُرْب شِيَماً ... ولِساناً، لا ادِّعاءً واخْتِلاقا
وما دام بنو المغرب مسلمين، رفضوا التجنيس، وخافوا أن يصلَوا النار، فواقعُ الحال يدعو فرضاً أن يكسروا هذه القيود، ويحطموا تلك السدود التي ينصبها لهم المستعمر الغاشم، فقال مخاطباً تونس:
يا شاطِئَ المرْسى إلامَ الهُجودْ ... فُكَّ القُيودْ (?)
وكُنْ كما كُنْتَ لعهدِ الجُدودْ ... غِيلَ الأُسودْ (?)
يَمْرَحُ فيكَ العزُّ بين الجُنودْ ... ضافي البُرودْ
فأنت لا تَزْهى بِتَلْحينِ خُودْ ... ونَقْرِعودْ (?)
إن تحرير الأوطان يتطلب تضحية وفداء، ولا بدَّ أن تراق الدماء القانية في طريق الحرية، وتروى الدروب بدماء الشهداء، وتغسل الأرض من درن الاستعمار وأوضاره، لذلك قال الخضر:
حديثُ عنقاء شَعْبٌ أنقذَ الوطنا ... ولم يسلَّ سيوفاً أو يَهُزَّ قَنا (?)