(1235 هـ، 29 جانفي - يناير - 1917 م)، فعاد إلى عمله السابق، ويظهر أن الآستانة قد علمت بحادثته هذه، فعطفت عليه، واستدعته إليها؛ حيث ألحق منشئاً عربياً بوزارة الحربية. وقد يكون هذا التعيين جرى نتيجة سعي منه للخروج من جحيم دمشق، وحكم جمال باشا السفاح، كما يحتمل جداً أن يكون الزعيم علي باش حانبة ورفاقه بالآستانة هم الذين سعوا في هذا التعيين؛ ليكون الشيخ الخضر قوة تعاضدهم في العمل من أجل تحرير المغرب العربي؛ حيث كان علي باش حانبة وأخوه محمد (?)، والشيخان صالح الشريف (?)، وإسماعيل الصفائحي (?)، وغيرهم يعملون في الآستانة وفي أوروبا على إعداد حملات تحريرية مسلحة ضد الاحتلال الإيطالي والفرنسي في المغرب العربي، وكانوا يتحركون بكثرة بين العواصم، ولهم اتصالاتهم السرية المنظمة، وأنصارهم الكثيرون في تونس وليبيا والجزائر. وقد نجحوا فعلاً في تنظيم حركات ثورية مسلحة بالجزائر وتونس وليبيا (?).
* رحلات إلى ألمانيا:
وما كاد الشيخ الخضر بن الحسين يستقر بالآستانة في منصبه الجديد بوزارة الحربية، حتى كلف بمهمة في ألمانيا التي كانت في حالة حرب مع فرنسا. وكان أبناء الشمال الأفريقي -خاصة من الجزائر وتونس، المجندين