حين احتل الحلفاء الآستانة، وهناك المنتقى بزعماء الحركة الإسلامية، كالشيخ عبد العزيز جاويش، والدكتور عبد الحميد سعيد، والدكتور أحمد فؤاد، وانتقل الشيخ بعد ذلك إلى مصر، وقام فيها بأعمال جليلة، فاشترك في تأسيس مجلة "نور الإسلام"، وهي التي أصبح الآن اسمها مجلة "الأزهر".

وضمه الأزهر إلى علمائه أستاذاً في كلياته، واختير عضواً في جماعة كبار العلماء، ثم عين شيخاً للأزهر سنة 1952 م. وعندما أنشئ (مجمع اللغة العربية) بالقاهرة سنة 1932 م كان من الرعيل الأول الذين اختيروا لعضويته سنة 1933 م.

وقد كانت حياة الشيخ كلها دفاعاً عن الدين والوطن العربي، ولقي في سبيل ذلك تغربه عن موطنه.

يقول الشيخ في بعض حديثه: "خاطبتني المحكمة الفرنسية سنة 1325 هـ -بإشارة من شيخ المدينة- أن أكون عضواً في المحكمة؛ لأحضر حكمها بين الوطني والفرنسي، فامتنعت عن هذه العضوية، ولم أرض أن يصدر الحكم الجائر بحضوري".

وكان يرى أن الطريق إلى إعادة مجد المسلمين الضائع هو الإيمان، والاتجاه إلى الصناعة والعلوم المادية وفي ذلك يقول:

أبناءَ هذا العصر هل من نَهضةٍ ... تَشْفِي غليلاً حَرُّه يَتَصَعَّدُ

هَذي الصَّنائعُ ذُلّلتْ أدواتها ... وسبيلُها للعالمينَ مُمَهَّدُ

إنَّ المعارفَ والصَّنائعَ عُدَّةٌ ... بابُ التَّرقي من سواها مُوصَدُ

قال عنه الأستاذ محمد علي النجار في حفل تأبينه:

"وجملة القول: إن الشيخ اجتمع فيه من الفضائل ما لم يجتمع في غيره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015