يظهر الناس في نسق الائتلاف، وينهض بعضهم لإِسعاد بعض على حسب ما يكون بينهم من الاتحاد والتماثل في مسالكهم الحيوية، وأحوالهم النفسية من آراء وآداب، بل تنعقد الألفة بين الرجلين؛ لتشابههما في بعض أحوال عارضة؛ كغربة، وقد أشار إليها الشاعر العربي بقوله:
وكلُّ غريبٍ للغريب نسَيبُ.
وكون كل منهما مضطهداً لسلطة واحدة، أو غرضاً لمتحفز ينوي القبضر على ناصيته.
تتقوى العاطفة بمقدار التماثل، وكثرة وجوهه، وتخف على قدر ضعفه،