إصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق، وهو القصد الذي يستحق أن يجعل نصب العيون، وتبذل فيه الجهود.
الحمد لله الذي دعانا إلى دار السلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا صراطها السويّ، ولا صراط لها اليوم غير الإسلام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المصلحين، وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا في سبيل الحق، وكان أعظم سلاحهم براعة البيان، وقوة اليقين.
أما بعد:
فقد قضت هذه المجلة ثلاث عشرة سنة وهي تجاهد في سبيل الدعوة إلى الله، والذود عن حقائق الدين الحنيف، وتعمل لنشر الفضيلة والآداب الزاهرة، ومحاربة الضلالات والبدع الخاسرة، ولم تدع أن تضع يدها في أيدي العاملين لترقية اللغة العربية، وإظهار فضلها وروعة بيانها، وستمضي -إن شاء الله- في هذا السبيل، راجية منه -جل شأنه- التوفيق والتأبيد.
سادتي! كان المسلمون على إيمان صادق، وطاعة لله خالصة، إلا نفراً لا يخلو منهم عصر، غلبت عليهم شقوتهم، فأصيبوا بمرض الإلحاد والإباحية، وكان هؤلاء النفر لا يتحدثون بإلحادهم وإباحيتهم إلا إذا خلا بعضهم إلى