ويقول: "الخلافة حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها؛ إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا".
فالحقيقة أن بدعة فصل الدين عن السياسة لم يقل بها ابن خلدون، ولا أحد من العلماء المسلمين، فننصح لحضرة المحامي المسلم أن يصرف نظره عن هذا الرأي الذي نسبه إلى اتفاق المسلمين، أو إلى كثير من علمائهم، وهم بريئون منه، ونذكره بأن هذا الرأي يفضي إلى إسقاط قسم عظيم من حقائق الدين، وهل يرضى حضرة المحامي المسلم أن يؤمن الناس ببعض الكتاب ويكفروا ببعض؟.
سادتي! نحتفل هذه الليلة بإخوان تربطنا بهم أشرف صلة تربط بين الجماعات والأمم، وهذه الصلة هي صلة الدين الحنيف، وهؤلاء الإخوان هم نخبة من أبناء المغرب الأقصى، وردوا مصر لغاية تعد من أنبل الغايات، وهي الارتواء من مناهل العلوم والآداب.
ونحن نبتهج بكل بعثة ترد مصر؛ لما في هذه البعثات من تأكيد رابطة التعارف والإخاء، ولأن تلقِّي هذه البعثات العلوم في معاهد مصر، يساعد على غرض طالما نادى إليه المصلحون، وهو تقارب الشعوب في ثقافتها