يحيى الأكحل، ثم السيد عبد الرحمن الجلالي، ثم الشيخ قدور الحلوي، ثم أودعت جثته المكرمة في قبره، والعبرات دافقة، والقلوب محزونة (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وكنت لقيته -رحمه الله تعالى- عندما زرت عاصمة الجزائر في رمضان سنة 1321، فلقيت به عالماً بحاثاً شاعراً بمقتضيات العصر، ومسلماً غيوراً، وأديباً مهذباً، وشهدت درساً كان لقيه في ليالي رمضان بأحد المساجد، فأعجبت بحسن تصرفه، وبراءة بيانه، فنسأل الله تعالى أن يفيض على قبره رحمة، ويعوض الأمة منه خيراً.
نحمدك اللهم على أن هديتنا سبيل الفلاح، ونستعين بك على إعلاه كلمة الحق والدعوة إلى الإصلاح، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد الذي أوتي جوامع الكلم، ونطق بأبلغ المواعظ وأبدع الحكم، وعلى آله الذين قاموا على سنته فأحسنوا القيام، وأصحابه الذين جاهدوا في سبيل إسعاد البشر بالحجة والحسام.
أيها السادة! كان العالم في فساد يملأ ما بين جوانبه، فقضت حكمة علَّام الغيوب أن نزل الروح الأمين بالكتاب الكريم، على الرسول العظيم، فبلغ - صلى الله عليه وسلم - ما أنزل إليه من ربه، وبينه أحسن بيان، وقام على إنفاذ أوامره بحزم وقوة، فأنار بدعوته بصائر كانت مغبَّرة، وأيقظ بدعوته قلوياً كانت عن طريق