فهذا البيت ينسب إلى ابن هانئ (?)، كما ترى، ونسبه المعري (?) في "رسالة الغفران" (?) إلى شاعر يدعى بابن القاضي، فقال: "حضر شاعر يعرف بابن القاضي بين يدي ابن أبي عامر (?) صاحب الأندلس، فأنشده قصيدة أولها:

ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ ... فاحكم فأنتَ الواحدُ القهّارُ

ويقول فيها أشياء، فأنكر عليه ابن أبي عامر، وأمر بجلده ونفيه".

فعلى رواية المعرّي خرج البيت على أن يكون خطاباً لخليفة كما يدّعي المؤلف. وعلى كلا الروايتين، لم يكن هذا الغلوّ في الوصف من أثر الاعتقاد بأن الخليفة -أو الأمير- يستمد سلطانه من سلطان الله، وإنما هو انحلال عقدة الإيمان بالله، ينضم إليه الإغراق في التملق وحب العاجلة، فينحدر الشاعر في مديحه طلق العنان، خالعاً على ممدوحه من ألقاب العظمة والقوة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015