قَلَبَ الْعَذْبَ إلى مُرٍّ وَكَمْ ... قَلَبَ الخَيْرَ إلى شَرٍّ فَتاها (?)
حَبَسَ الخَمْرَةَ حَتّى عَجَزَتْ ... وَاسْتَبانَ الْغَوْلُ فيها وتَناهى (?)
مَلأَ الإبْريقَ والكَأْسَ وما ... صَبَّ في أَحْشائِهِ إلَّا عَتاها (?)
فَهْوَ سَكْرانٌ فَلا تَسْمَعُ في ... نُطْقِهِ إلَّا هُذاءً وسِفاها (?)
" قيلت في دمشق سنة 1332 هـ ".
إنَّ هذا الزُّجاجَ يُصْنعُ كَأْساً ... لِيَبيتَ الحَليمُ مِنَّا سَفيها
وَيصوغُ الدَّواةَ مِنْ بَعْدِ كَأْسٍ ... لِيَصيرَ الجَهولُ حَبْراً نبَيها (?)
فَهْوَ كالفَيْلَسوفِ يَنْفُثُ غَيًّا ... ثُمَّ يَأْتي بِما يَرُوقُ الْفَقيها (?)
قالَ العَذولُ، وقَدْ مَحَضْتُ مَوَدَّتي ... مَنْ يَزْدَهي في نَخْوَةٍ وأَلِفْتُ قُرْبَهْ (?):
أَتُحِبُّهُ وَقَدِ ازْدَهاهُ تَعَظُّمٌ؟ ... فَأَجَبْتُهُ: لَوْلا التَّعَظُّمُ لَمْ أُحِبَّهْ