ولَشَدَّ ما خُضْنا الخُطوبَ ولَمْ نُرِدْ ... إلَّا العُلا وجَرَتْ بِوادينا دماءُ
قُلنا: الدَّعارةُ لمْ تَزَلْ في أَرْضِنا ... ولِرَهْطِها في كُلِّ حاضِرةٍ لِواءُ (?)
تِلْكَ الخُمورُ تُدارُ في عَلَنٍ ولا ... لَوْمٌ يَنالُ المُعْلِنينَ ولا جَزاءُ
كَمْ مِنْ مَآدِبَ في البِلادِ تُقامُ في ... رَأْدِ الضُّحى وَعلى مَوائدها الطّلاءُ (?)
فَتياتُنا إنْ رُمْتُ بَثَّ شِكايَتي ... مِنْ خَطْبِهِنَّ يُسابِقُ الشَّكْوى بُكاءُ
كُنَّ البُدورَ حَصانةً وَوَسامةً ... والحُسْنُ يَبْهرُ إذْ يُخالطُه الحَياءُ
وحُجورُهُنَّ مَدارِسُ الأَطفالِ إِذْ ... طَهُرَتْ فَحَظُّهُمُ الطَّهارَةُ والنَّقاءُ
ما بالُهُنَّ اليَوْمَ يُرْضِينَ الهوى ... ما شاءَ، لا راعٍ يُهابُ ولا قَضاءُ
أَقْصى الإلهُ مَلاهِياً ومَراقِصاً ... نُصِبَتْ كأَشراكٍ يُصادُ بها النِّساءُ
فَيَضَعْنَ أَحْمرَ فَوْقَ أَبيَضَ زينَةً ... وَيرِدْنهَا كالعِيسِ يَقْتُلُها الظَّمَاءُ (?)
يَغْشَيْنَها وثيابُهُن كأنَّها ... لِشُفوفها فَوقَ الصَّلا والبَطْنِ ماءُ (?)