عليه سائر البقر.
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}:
الفارض: المسنّة؛ لأنها فرضت؛ أي: قطعت سنّها، وبلغت آخرها. والبكر: الفتية، وقيل: هي التي لم تلد من الصغر. والعوان: متوسطة السن، وقيل: هي التي ولدت بطناً أو بطنين. وقوله: {ذَلِكَ} مشار به إلى ما ذكر من الوصفين السابقين: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ}، فرعاية لكونهما في معنى: ما ذكر، صح أن يجيء اسم الإشارة مفرداً، ورعاية لكون المشار إليه وصفين في الواقع، صح أن تضاف إليه كلمة {بَيْنَ}، وقاعدتها أنها لا تضاف إلا إلى متعدد.
{فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ}:
الأقرب إلى الذهن أن يكون هذا خطاباً من موسى - عليه السلام - ينصحهم به أن يتركوا إمعانهم في الأسئلة، ويسارعوا إلى طاعة الله بقدر ما يفهم من خطاب الأمر الموجه إليهم.
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}:
بعد أن وصف لهم البقرة من جهة سنها، سألوا عن لونها. والفقوع: شدة الصفرة: يقال: أصفر فاقع؛ أي: شديد الصفرة، كما يقال: أحمر قانٍ؛ أي: شديد الحمرة. والسرور: لذة في القلب عند حصول نفع، أو توقعه، أو رؤية أمر معجب.
وقال: {النَّاظِرِينَ} بصيغة الجمع؛ ليدل على كمال حسن منظرها؛ بحيث إنها تسر كل من ينظر إليها.