{فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}:

{فَضْلُ اللَّهِ}: توفيقهم للتوبة. ورحمته: عفوه عن زلاتهم. والخسران: الهلاك. والمعنى: لولا أن الله وفقكم للتوبة، وعفا عن زلاتكم، لكنتم من الهالكين في الدنيا والآخرة.

{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ}:

{عَلِمْتُمُ}: عرفتم. والسبت: اسم لليوم المعروف من الأسبوع. وهذه إشارة إلى قصة هي أن الله تعالى حرّم على بني إسرائيل صيد الحيتان يوم السبت، وابتلاهم الله بأن كانت الحيتان تجيئهم يوم السبت دون سائر الأيام، فاتخذوا الحيلة لصيدها يوم السبت؛ كحفر حفير يقع فيه السمك، ويبقى فيه بعد جزر البحر، ثم صاروا يصيدونها يوم السبت علانية.

{فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}:

القردة: جمع قرد، وهو الحيوان المعروف. والخسء: الصغار والذلة. وقوله: {كُونُوا} ليس بأمر على الحقيقة؛ لأن صيرورتهم قردة ليست في استطاعتهم، وإنما المراد منه: بسرعة الكون قردة، أو على وصف القردة. وجمهور المفسرين على أنهم مسخوا قردة على الحقيقة.

وأكثرهم على أن من مُسخوا انقرضوا، ولم يعقبوا نسلاً. وقال مجاهد: لم تمسخ صورهم، ولكن مسخت قلويهم، فلا تقبل وعظاً، ولا تعي زجراً، فهو مثل ضربه الله لهم.

{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}:

الضمير في قوله: {فَجَعَلْنَاهَا} عائد إلى كينونتهم قردة المفهومة من قولى: {كُونُوا قِرَدَةً}. والنكال: العبرة؛ لأنها تنكل المعتبر بها؛ أي: تمنعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015