كما يروى، وإن لم يكن جميعهم من أبنائه، وأشار إلى الفريق الثالث بقوله:

{وَالنَّصَارَى}:

هم قوم عيسى - عليه السلام -، جمع نصران، ويقال: نصراني، وهو الأكثر في الاستعمال، ووجه هذا الاسم أنهم كانوا أنصاراً له. وقيل: هو مأخوذ من الناصرة، وهي القرية التي كان نزلها عيسى - عليه السلام -.

{وَالصَّابِئِينَ}:

جمع صابئ. وكان الصابئة ينسبون دينهم إلى نوح - عليه السلام -، ثم صاروا إلى الشرك، وبقيت منهم باقية على التوحيد. والمشركون منهم قالوا: إنا نحتاج في معرفة الله وأحكامه إلى متوسط روحاني، ولما لم يتيسر لهم مشاهدة الروحانيات "الملائكة"، والتلقي عنهم، فزعوا إلى الكواكب بزعم أنها هياكل للروحانيات، وصاروا يعبدون هذه الكواكب. ثم إن جماعة منهم قالوا: إن الهياكل لا تُرى في كل الأوقات؛ لأن لها طلوعاً وغروباً، فبدا لهم أن يتخذوا أصناماً على مثال الهياكل، ونصبوا كل صنم في مقابلة هيكل. وقد بعث الله إبراهيم- عليه السلام - فحاجّ الفريقين.

وذكر الصابئة في هذا المقام، وهم من أبعد الأمم ضلالاً؛ لينبه على أن الإيمان الصحيح والعمل الصالح يرفعان صاحبهما إلى مرتقى الفلاح، وإن سبق له أن بلغ في الكفر والفجور أقصى غاية.

{مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا}:

من لم تبلغهم دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - على وجهها، وكانوا ينتمون إلى دين صحيح في أصله، متى كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويعملون الأعمال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015