إن السماحة والمروءة والندى ... في قبة ضربت على ابن الحشرج
{وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}:
باؤوا: رجعوا. وغضبُ الله: صفة من صفاته نعرف من آثارها الإهانة والانتقام. والمعنى: حقّ عليهم غضب الله، ومن حق عليه غضب الله، ألحق به العقوبة في الوقت اللائق بها.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}:
هذا بيان لوجه إيقاعهم في الذلة والمسكنة، ونزولِ غضب الله عليهم. واسم الإشارة {ذَلِكَ} إشارة إلى هذين الأمرين العظيمين المشار إليهما في الآية السابقة.
وكثيراً ما يشار باسم الإشارة المفرد إلى أشياء ذكرت قبله؛ نظراً إلى أنها صارت حاضرة في ذهن المخاطب بصورة تسمى بالمذكور سابقاً.
والآيات: جمع آية. والآية تستعمل بمعنى: المعجزة، وبمعنى: النص المنزل على الرسول. ومن كفر بمعجزات الرسول، لم يؤمن بالنصوص المنزلة عليه، ومن هنا صح تفسير {بِآيَاتِ اللَّهِ} بالمعجزات، وبالنصوص الموحى بها.
وكان هؤلاء القوم من بني إسرائيل؛ لاغراقهم في الكفر والفساد، يقتلون النبيين حيث يأمرونهم بمعروف، أو ينهونهم عن منكر. وقال: {بِغَيْرِ الْحَقِّ}، وقتلُ الأنبياء لا يكون بحق البتة؛ لزيادة التشنيع بقبح عدوانهم، ويشبه هؤلاء الطغاة الأمراء الذين ينحطون في أهوائهم، وتأخذهم العزة بالإثم، حيث يُسدي لهم العالم الأمين النصيحة في أمر يخرجون به عن