في الآخرة، ولأنهم يجدون عند أدائها ارتياحاً واطمئناناً يجعل نفوسهم ناشطة للقيام بها كلما حل وقتها.

{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}:

يرد الظن في أكثر الكلام بمعنى: الاعتقاد الراجح، وهو ما يتجاوز مرتبة الشك، وقد يقْوى حتى يقرب من مرتبة القطع. وملاقاة الخاشعين لربهم يصح أن تفهم على معنى قربهم من يوم القيامة قرباً معنوياً، وجزائه لهم على ما فعلوا من خير، وإنما كان اعتقاد الخاشعين لملاقاة جزاء الله لهم بالحسنى ظناً، لا يقيناً؛ لأنه من الممكن أن يحكم الخاشعون على سيرتهم في بعض الأوقات الحاضرة بالاستقامة، ولا تخالطهم شبهة في أنها السيرة التي وعد الله بمجازاتها يوم القيامة الجزاء الأوفى، ولكن خواتم الحياة لا يعلمها كيف تكون غير علاّم الغيوب. ويفسر رجوعهم إليه تعالى على هذا الوجه بمصيرهم إلى دار السلام، وحلولهم بجواره؛ حيث لا يكون لأحد عليهم سلطان ولا منة كما كانوا في حياتهم الدنيا.

وذهب كثير من المفسرين إلى أن الظن في الآية بمعنى: العلم، وساقوا على ذلك شواهد عربية، وقالوا: معنى ملاقاة الله: الحشر إليه بعد الموت، والرجوع إليه، وملاقاة الجزاء ثواباً أو عقاباً، وكل من الحشر وملاقاة الجزاء بعده داخل في قبيل العلم: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8].

{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}:

سيقت هذه الجملة المتضمنة أمر بني إسرائيل بذكر نعمته تعالى في آيات ألممنا بتفسيرها قريباً، وأعيدت هنا تأكيداً لتذكير المخاطبين بنعم الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015