أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب ومن معه من بقية المهاجرين، فحملهم النجاشي على سفينتين، وقدموا يوم فتح خيبر (?)، ولما قدم جعفر على النبي - صلى الله عليه وسلم -، تلقاه، وقبَّل ما بين عينيه (?)، ويروى أف قال: "ما أدري بايهما أسرّ، أبفتح خيبر، أم بقدوم جعفر؟ "، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كفلَّم المسلمين في أن يدخلوا هؤلاء المهاجرين في سهامهم من الغنيمة، ففعلوا.
هاجر جماعة إلى الحبشة بأزواجهم، وولد لهم هنالك أبناء وبنات، ومن الأبناء: عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وهو أول من ولد بأرض الحبشة من المسلمين، ومنهم: عبدالله بن المطلب، وتوفي أبوه المطلب بأرض الحبشة، وكانوا يقولون: إن عبدالله هذا أول رجل ورث أباه في الإسلام.
ومن البنات: أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص، وكانت قد تعلمت لسان الحبشة، وكساها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما قدمت وهي صغيرة خميصة (?) لها أعلام، وجعل يمسح الأعلام، ويقول: "سناه سناه"؛ أي: حسن حسن، في لغة الحبشة.