في لغةِ النملِ هناك لغةٌ صوتيةٌ، وهناك لغةٌ إشاريةٌ - حركات - لغةٌ مسموعةٌ، ولغةٌ مشاهدَةٌ، لغةُ الحركاتِ، ولغةُ الأصواتِ، ولغةُ الشمِّ، اللغةُ التي تجرِي بين النَّملِ هي لغةٌ كيميائَّةٌ، النمل تستقبلُ بأعضاءِ حاسّةِ الشمِّ الموزَّعةِ على قرنيّ الاستشعارِ هذه الإشاراتِ الكيميائيَّةَ، فإذَا أرادَ النملُ الانتقالَ الجماعي إلى مكانِ الغذاء خرجتْ نملةٌ تبحثُ عن الغذاءِ، وأفرزتْ مادَّةً كيميائيّةً على طريقِ سيرِها، وهذه لغةٌ من لغاتِ النملِ.

كما أثبتَ اللهُ جل جلاله مِنْ خلالِ هذه الآيةِ نوعاً من المعرفة، كما أثبتَ له الروحَ الجماعيةَ، فلم تفكِّرِ النملةُ في إنقاذِ نفسِها على نحوٍ أنانيٍّ، بل حذَّرتْ أصحابَها من سليمانَ وجنودِه، ممّا يدلُّ على روحِ الجماعةِ، والتعاونِ، والتفاني المفطورةِ عليها.

للنملةِ مخٌّ صغيرٌ، وخلايا عصبيةٌ، وأعصابٌ لتقديرِ المعلوماتِ، وخرائطُ كي تهتديَ بها إلى مواقعِ الغذاءِ، وإلى مساكنِها.

وللنملةِ رأسٌ، ووسطٌ، وذنَبٌ أسطوانيٌّ، ولها ستُّ أرجُلٍ تقدِرُ بها على الجريِ السريعِ، ولبعضِها أجنحةٌ للوثوبِ، ولها خمسُ أعينٍ، عينانِ مركَّبتانِ على جانبَي الرأسِ، مكوَّنتانِ من أعينٍ بسيطةٍ تعدُّ بالمئاتِ، وهي ملتئمةُ الوضعِ والتركيبِ والترتيبِ، حيث تُرى وكأنّ لها عيناً واحدةً، والعيونُ الثلاثُ الباقيةُ موضوعةٌ على هيئةِ مثلَّثٍ، يعلو العينين المركبتين، وهي أعينٌ بسيطةٌ لا تركيبَ فيها، غيرَ أنّ عيونَ الذَّكَرِ أكبرُ مِن عيونِ الأنثى، ومتقاربٌ بعضُها من بعضٍ بسببِ قوَّةِ المهامِّ المنوطةِ به.

ولكلِّ نملةٍ قرنانِ طويلان كالشعرتين، بهما تحسُّ الأشياءَ، ويقومان مقامَ اليدين والرِّجلينِ والأصابعِ في الحملِ، ويسمَّيانِ الحاسَّتَيْنِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015